اظهر التقرير نصف السنوي الاخير الصادر عن البنك الدولي بشأن اقتصاديات منطقة شرق اسيا مؤشرات ايجابية ستستمر في العام المقبل وذلك بفضل النمو المستمر والقوي للاقتصاد الصيني. فقد اوضح التقرير ان اقتصاديات تلك المنطقة باستثناء اليابان ستنمو بنسبة 8.4% خلال العام الجاري اي اكثر من نسبة 7.3% كما جاء في توقعات ابريل الماضي ويتوقع البنك ايضا نمو هذه الاقتصاديات بنسبة 8.2% بحلول 2008 مما سيبقي نمو اقتصاد المنطقة مستقرا بل قد يزيد علي 8% خلال 2008. ورغم ما يتردد بالاوساط الاقتصادية بشأن التأثير السلبي المتوقع علي اقتصاديات شرق اسيا بسبب تباطؤ الاقتصاد الامريكي وارتفاع اسعار البترول الا ان تقرير البنك اكد انه حتي في حالة هبوط اقتصاد امريكا الي درجة الصفر فإذا تأثرت الاقتصاديات المذكورة بذلك فلن يتراجع نموها سوي بنقطة مئوية واحدة. ويري محللون ان هذه البيانات والتوقعات تعد في غاية الاهمية الا انها حتي الان لا تمثل خطورة بالغة نظرا لان البنك يتوقع للاقتصاد الامريكي ان ينمو بنسبة 1.9% خلال هذا العام وبنسبة 8% بحلول 2008 ومن وجهة نظر البنك ستستمر الصين في قيادة اقتصاد منطقة شرق اسيا لمزيد من النمو والتوسع مع نمو اقتصادي متوقع لها بنسبة 11.3%. خلال هذا العام وبنسبة 10.8% في 2008. في الوقت نفسه يحذر "ميلان براهميهات" الذي اعد هذا التقرير الاقتصادي لدي "البنك الدولي" من هذا النمو القوي للاقتصاد الصيني مؤكداً ان الصين في حاجة لاحتواء الفائض التجاري المتزايد لديها وكبح جماح التضخم وجاء ايضاً بالتقرير ان انخفاض نسبة الفقراء بدول اسيا ساعد ايضاً علي هذا النمو الملحوظ والمتوقع لاقتصاد هذه الدول فقد انخفض عدد الاشخاص الذين يعيشون علي اقل من دولارين في اليوم بشرق اسيا الي اقل من 500 مليون شخص مقارنة بعددهم في 1999 الذي وصل إلي مليار شخص فقير. يذكر ان اقتصاد اندونيسيا نما اسرع مما كان متوقعاً خلال الربع الثالث من هذا العام كما انه سيستمر في النمو حتي نهاية العام بل حتي لعدة سنوات مقبلة وذلك بفضل زيادة قوية في صادرات اندونيسيا من السلع الاستهلاكية وانخفاض في اسعار الفائدة. فقد نما الاقتصاد الأندونيسي في الفترة ما بين مايو الي سبتمبر الماضي بنسبة 6.5% اي زاد علي نسبة 6.34% في النصف الثاني من هذا العام.