وضع لم يكن هناك ما يبرره من البداية.. ولكنه أصبح الاَن واقعا، وهو أن منتخب مصر، بطل أفريقيا، يتسول اليوم "نقطة" من منتخب بروندي في اللقاء الذي سيقام في الثالثة والنصف عصرا بالاستاد الرئيسي بمدينة بوجمبورا.. هذه "النقطة" سوف تحسم أمر تأهل المنتخب المصري إلي نهائيات بطولة الأمم الأفريقية في غانا، للدفاع عن لقبه الأفريقي.. وكان منتخب مصر في غني عن هذا الموقف غير اللائق، لو لم يتهاون لاعبوه من بداية التصفيات في المجموعة الثانية الهزيلة جدا، وغاب احترام الخصم من أبطال أفريقيا، كما غاب الإعداد النفسي الجاد من الجهاز الفني فوقع المحظور وتعادل منتخب مصر وبطل أفريقيا مرتين أمام بتسوانا وموريتانيا، وكان هذا التعادل عيدا قوميا في البلدين. خسر منتخب مصر 4 نقاط، مما جعل الموقف في المجموعة الثانية يحتمل تعليق تسمية بطل هذه المجموعة إلي الجولة السادسة والأخيرة، لأن منتخبي موريتانيا وبوروندي يحلمان الاَن بفرصة التأهل عن المجموعة أو علي الأقل ضمن أفضل ثواني المجموعة، بشرط أن يعجز منتخب مصر عن التأهل اليوم، ويخسر أمام بوروندي. نقطة التعادل تكفي شحاتة ولاعبيه.. ولكنه سيكون مهينا لاسم الفريق الكبير وما يضمه من لاعبين لهم أسماء مدوية في القارة الأفريقية لذلك فإن شحاتة تعهد بالفوز اليوم، وأعد لاعبيه لهذا الهدف لتحسين صورة الفراعنة بين كل الأفارقة، والاستعداد المعنوي من الاَن للمنافسة الحقيقية علي اللقب في يناير القادم.. خاصة أن شحاتة يطمع في أن تكون هذه البطولة القادمة جواز بقاء له ولمعاونيه في قيادة منتخب مصر خلال تصفيات أفريقيا المؤهلة لمونديال 2010 في جنوب أفريقيا.. خاصة أن الشائعات تؤكد في الاتحاد المصري أن محمود الجوهري الذي تسلم عمله في الاتحاد كمخطط لكل المنتخبات سوف يتسلم المهمة بعد غانا.. ولن يفسد هذه الخطوة سوي أن يفوز شحاتة بكأس الأمم الأفريقية للمرة الثانية علي التوالي أو علي الأقل أن يلعب منتخب مصر المباراة النهائية. وعودة إلي المباراة نفسها، فسوف تقام عصرا علي أرضية من العشب الاصطناعي وهو ما لم يتعود عليه اللاعب المصري، لذلك فقد حرص شحاتة علي أن تكون التدريبات القليلة التي درب فيها الفريق مكتملا علي ملاعب من هذه النوعية، كما أدي بالأمس مرانا رئيسيا علي نفس الملعب الذي ستقام عليه المباراة.. وكان تركيز شحاتة هو الأداء الهجومي السريع وتنفيذ الضغط الهجومي علي الخصم لنقل اللعب إلي نصف ملعب بوروندي معظم الوقت، لأن الضغط المستمر هو الذي سيبطل عاملي الجمهور والملعب، وأيضا يوجد فرص التهديف.. ووضحت أيضا تعليمات الجهاز الفني "شحاتة وغريب وصدقي" علي ضرورة يقظة مجموعة الدفاع وأن يكون تقدمهم بحساب لتفادي أي هجمات مرتدة سريعة من فريق بوروندي الذي سيقاتل من أجل تحقيق الفوز، والوصول إلي النقطة التاسعة، لأن هذا الفوز سيتقدم به إلي المشاركة في صدارة المجموعة ويعطيه فرصة كبيرة للتأهل ولو ضمن ثواني المجموعات. التشكيل المتوقع لمنتخب مصر: عصام الحضري لحراسة المرمي إبراهيم سعيد ووائل جمعة وشادي محمد للدفاع أحمد حسن وحسني عبد ربه وحسن مصطفي وأبوتريكة وأحمد أبو مسلم للوسط والأجناب عماد متعب "عمرو زكي" وميدو للهجوم. حرص سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة علي الالتقاء باللاعبين أكثر من مرة خلال وجوده كرئيس للبعثة لحثهم علي بذل غاية الجهد، مؤكدا أن جمهور الكرة في مصر لم ينس لهم التعادل الأخير في التصفيات أمام منتخب موريتانيا والأداء الهزيل للفريق حتي أنه أفلت من الهزيمة بعد أن كان متقدما بهدف، وكان وعد اللاعبين دائما بأن الفوز سيكون هدفهم اليوم لإنهاء هذه المسألة. وبعد المباراة تبدأ رحلة عودة المنتخب إلي القاهرة لتصل البعثة مساء غد ليحصل اللاعبون علي راحة لمدة 24 ساعة قبل الدخول في تدريبات أنديتهم استعدادا لبدء مرحلة جديدة من مسابقة الدوري يومي الأربعاء والخميس القادمين.