لم تعد الصورة التليفزيونية في الهند كما كانت عليه قبل شهور قليلة عندما حلقت اسهم الشركات العاملة في مجال "الميديا" في بورصة "مومباي" في اعقاب التوقعات الواعدة لثاني أكبر دولة تضم أكبر عدد من مشاهدي التليفزيون في العالم بعد الصين وارتفع الانفاق علي الإعلانات لكل وسائل الإعلام، بنسبة 23% العام الماضي ليصل الاجمالي إلي 4 مليارات دولار وفقا لبيانات وكالة ابحاث "تام ميديا" الهندية وكان من المتوقع أن يرتفع الانفاق الاعلاني بنسبة 20% العام الحالي. ولكن في الاسابيع الاخيرة ظهرت مخاوف جديدة من تزايد المنافسة اضافة إلي زيادة التكاليف بما أدي إلي هبوط أسهم شركات "الوسائط" الهندية بسرعة وتستحوذ شبكات التليفزيون علي حوالي 40% من اجمالي هذا الانفاق. إلا أنها في الوقت نفسه تلقت أكبر هذه الضربات بعد تراجع أسهم شركات تدير شبكات التليفزيون "الكابلي" مثل شركة زي انترناشيونال انتربرايسي" بنسبة 8% فيما كانت شركة "صن تي في نيتورك" والتي تستحوذ علي شبكات التليفزيون في شمال الهند أكبر الخاسرين وهبطت اسهمها بنسبة 23% في اقفال بورصة "مومباي" خلال الاسبوع الاخير وبالمقارنة بشهر يولية من العام الحالي والذي بلغت فيه أسهم هذه الشركات ذروتها. وفي المتوسط تراجعت أسهم أكبر سبع شركات مدرجة في البورصة تعمل في مجال الاعلان والطباعة والسينما والتليفزيون المدفوع، ويبلغ رأس مالها السوقي 10 مليارات دولار بنسبة 26% مقارنة بأعلي مستويات سجلتها في يولية الماضي. وتشير دراسة أعدتها شركة ميديا براتنرز اشيا" ومقرها هونج كونج إلي أن شركات الميديا في كل اسيا عانت في الأسابيع الاخيرة من تايلاند إلي اليابان بتأثير تقلبات الاسواق في اعقاب ازمة الائتمان العالمية والتي دفعت أسعار قطاع "الميديا" إلي التراجع والتي ينظر إليها كأحد اللاعبين في الاقتصاد الاستهلاكي الكلي. إلا أن معدل تراجع أسهم شركات الميديا الهندية كان أكبر من معدل نمو السوق ككل بصورة تشير إلي أن الامر ربما يكون أكبر من مجرد وجود مخاطر ومخاوف من المستثمرين الذين علي ما يبدو يقومون بإعادة تقييم للأسواق ولم يدرك الجميع بعد أن المنافسة باتت شرسة في هذا القطاع. وهناك تساؤلات أخري حول امكانية أن تحتفظ الشركات بمعدلات النمو السابقة. ويقول "مارك موبيز" والذي يشرف علي ادارة 30 مليار دولار لصالح صندوق يتيمبلتون" لادارة الاصول ان شركات الميديا الهندية لاتزال مكلفة مقارنة بالدول النامية الاخري مثل المكسيك ومع ذلك فهو يستثمر في شركة "زي" من خلال شبكتي "نيودلهي" و"ايتين انديا" ويضيف أن السوق يمر حاليا بمرحلة تصحيح إلا أن اسعار الاسهم لاتزال أعلي بكثير من عام 2004 وبالتالي فإن صندوق "تيمبلتون" لايزال يجني الكثير من الارباح. ويوضح ان هناك قدرا من المخاطر ومع ذلك لايزال هذا القطاع ينمو بسرعة مثيرة. كما أن حجم السوق المحتمل لايزال يثير اللعاب ويفتح افاقا جديدة للاستثمار. فخلال العام الحالي أو ما يقرب من هذا الوقت ستلقي الشركات الحالية والجديدة 100 محطة تليفزيونية جديدة في الهند وهو ما يمثل أمرا جيدا للمستهلكين ولكنه يضيف بعض شركات الميديا لأنه يضر بالعوائد والاشتراكات والاعلانات. وثبت أن هناك صعوبة بالغة في تعزيز عوائد الاشتراكات بسرعة في الهند حيث يقوم طرف ثالث بامتلاك حق البث وبالتالي يكون عائد الشبكات علي ما تعرضه من محتوي "محدودا" وحاولت الشبكات حل هذه المشكلة عن طريق "نظام الولوج المشروط". ولشد انتباه المشاهدين بدأت الشركات التليفزيونية في انفاق المزيد من الأموال علي المحتوي إلا أنها لم تحقق نفس النمو في مجال العائدات وعلي ما يبدو أن المنافسة باتت شرسة بين محطات التليفزيون المتعددة بالاضافة إلي دخول شركات جديدة في هذه الاسواق في شراكة جديدة بين "نيودلهي تي. في" "افياكوم" والتي تسيطر عليها شركتا "ستار انديا" و"زي" ومع ذلك تقلصت حصة محطات التسلية مثل "زي" و"نيوستار" في الاعلانات من 50% إلي 40% في السوق خلال الاعوام الخمسة الماضية. ومن بين المخاوف التي تمر بها شركة "صن تي في" هو تقلص حصتها السوقية بصورة كبيرة مع دخول شركات جديدة في دائرة المنافسة.