ثمانية أهداف في أول مباراتين في بداية الأسبوع الثالث لمسابقة الدوري الممتاز.. وفوز الأهلي والاسماعيلي يؤكد أن المنافسة علي الصدارة ستكون من نار هذا الموسم، ومتلاطمة الأمواج في بحر هائج لن يعرف مرفأ للاستقرار، كالمواسم السابقة إلا مع نهايته.. حيث واصل الاسماعيلي الصدارة "9 نقاط" بانتصاراته المتتالية، واَخرها الفوز علي الاتصالات المصرية في ستاد المقاولون 4/1 والأهلي دخل في أجواء المنافسة بعد أن عاد من الاسكندرية بثلاث نقاط غالية والفوز علي حرس الحدود 2/1 ليرفع رصيده إلي 7 نقاط.. ليدخل الفريقان جولته الأفريقية المقبلة وهما في حالة معنوية جيدة ومطمئنة، وإن كانت هذه الجولة حاسمة جدا للأهلي يوم الأحد أمام اَسيك الإيفواري لتأكيد الصعود إلي الدور قبل النهائي.. بينما ليست ذات قيمة للاسماعيلي الذي تأكد خروجه من البطولة الكونفيدرالية لأنه تعثر كثيرا. سعادة جوزيه في ستاد المكس بالاسكندرية التقط المدرب البرتغالي مانويل جوزيه أنفاسه بعد الفوز علي فريق حرس الحدود 2/1 في مباراة حرجة جدا، كادت أن تضيع منه أكثر من مرة بسبب خطوط الأهلي المفككة والإجهاد البالغ والواضح علي أغلب لاعبيه، مع الحالة الفنية المتميزة التي ظهر عليها فريق الحرس، الذي كاد أن ينتزع الفوز لولا دفع جوزيه باللاعبين جيلبرتو وأسامة حسني في الثلث الأخير من وقت المباراة فنجحا في تحويل دفتها لصالح الأهلي وإحراز هدف الفوز والترجيح بقدم شادي محمد.. وكانت المباراة قبل التبديلين والهدف تسير في الاتجاه المعاكس. جوزيه أعرب عن سعادته بالفوز الذي جاء في توقيت صعب جدا.. معترفا بأن فريق الأهلي ليس في أحسن حالاته وأنه يقابل ضغوطا فنية ونفسية علي لاعبيه تمنع من تقديم الأفضل في المباريات.. وأيضا التفكير في الجولة الفاصلة مع فريق اَسيك بعد أيام قليلة، وأضاف جوزيه أنه راض تماما عن أداء لاعبيه وجديتهم وروحهم العالية، كما أنه يحيي فريق حرس الحدود الذي قدم مباراة كبيرة، وكان يستحق الفوز أيضا.. ولم يفوت جوزيه الموقف دون توجيه اللوم لحكم اللقاء الذي تجاهل ضربة جزاء لعماد متعب واحتسب العديد من الأخطاء، ووضع كل تركيزه في متابعة أعضاء الجهاز الفني بالأهلي وتوجيه تحذيراته لهم. وفي المقابل صرح طارق العشري بأنه راض تماما عن أداء لاعبيه ويحيي النجم وائل شيتوس الذي أحرز هدف التعادل في شباك الحضري وفريقه القديم، وقدم مباراة جيدة جدا، وكذلك كل لاعبي الحرس، إلا أنه غير راض عن نشاط بعض المهاجمين الذين كانوا دون المستوي لأنهم تجاهلوا تعليماته بالضغط علي مدافعي الأهلي والوصول إلي مرمي الحضري، وفي المرات التي حدث فيها هذا الضغط كانت هناك فرص حقيقية وهدف أيضا. وكان محمد بركات قد تقدم للأهلي بالهدف الأول في منتصف الشوط الأول بعد سيطرة ميدانية حمراء ومبكرة بحثا عن هذا الهدف الذي جاء بتمريرة ماكرة من فلافيو من فوق جميع مدافعي الحرس في مساحة خالية انطلق إليها في اللحظة نفسها بركات ليحرز هدفا تكتيكيا جميلا.. لكن المفاجأة كانت في هبوط أداء الأهلي بصورة ملحوظة بعد الهدف وتحول دفة السيطرة للاعبي الحرس الذين امتلكوا الملعب واخترقوا دفاع الأهلي بسهولة غريبة وبنفس هذه السهولة نجح شيتوس في إحراز هدف التعادل من كرة بينية بين شادي والنحاس لينفرد بالحضري ويسكن الكرة في وسط المرمي. استمرت سيطرة الحرس علي أرض الملعب بعد الهدف وحتي منتصف الشوط الثاني وسط حيرة لاعبي الأهلي الذين احتاروا في تنظيم أنفسهم حتي لعب جيلبرتو وأسامة حسني بدلا من أحمد شديد وبوجلبان لدعم الوسط والهجوم وكانت التعليمات إلي أسامة حسني بصفة خاصة أن يلعب حرا مع فلافيو ومتعب ليخفف عنهما الضغط الرقابي فيما تحول بركات لتنظيم خط الوسط والارتكاز إلي جوار حسن مصطفي وبدأ الأهلي في فتح الملعب علي الأجناب وضاعت الفرص من متعب وفلافيو ووسط هذا الضغط نجح شادي في تسديد الكرة وسط الزحام في سقف شباك الحرس. نزهة الدراويش وفي ستاد الجبل الأخضر كان الدراويش في نزهة سهلة أمام فريق الاتصالات المصرية الذي يضم نخبة من نجوم الأندية الكبري ولكنهم لا يكوّنون فيما بينهم فريقا بالمعني المعروف القادر علي أداء واجبات تكتيكية في الملعب، وذلك لغياب دور المدرب طارق يحيي في توظيف إمكانات لاعبيه.. فنال الاتصالات الهزيمة الثالثة علي التوالي وجاءت هذه المرة بنتيجة 1/4 لأن لاعبي الاسماعيلي كانوا في قمة المزاج العالي وقدموا عرضا قويا متمكنا في جميع الخطوط.. حيث بدأ التسجيل محمد فضل ومن بعده حمص ثم حسني عبد ربه هدفين.. ليتصدر عبد ربه قائمة الهدافين بثلاثة أهداف وينافسه زملاؤه حمص وفضل والعراقي مصطفي كريم. طه بصري أثني بهدوء علي أداء لاعبيه، وأكد علي أنه من المهم أن يبقي الاسماعيلي علي الصدارة لأطول فترة ممكنة وهذا لن يتحقق إلا بتواصل الانتصارات واللعب بروح المنافسة علي البطولة، وتزايد هذه الروح في نفوس لاعبي الاسماعيلي ستكون السلاح الحقيقي في مشوار المسابقة الطويل جدا الذي لايزال الجميع في بداياته. أما طارق يحيي الذي يواجه موقفا لا يحسد عليه وينذر بإقالته قريبا جدا فقد اعترف بأن كثرة النجوم في صفوف الاتصالات لا تكفي، وإنما لابد من بعض الوقت لتحقيق التجانس بينهم لأن أغلبهم يلعب مع بعضهم للمرة الأولي، وهذا الوقت غير متوافر لتلاحق المباريات، لذلك فإنه يأمل في استغلال فترة التوقف الحالية للمسابقة لضبط إيقاع الفريق في جميع خطوطه، واستبعد يحيي أن يقدم استقالته لأنه لم يفشل بعد في مهمته مع الفريق الذي لعب ثلاث مباريات من 30 مباراة هذا الموسم.