"المصريون بالخارج ثروة قومية لم نحسن استغلالها حتي الآن". بهذه الكلمات بدأ السفير فاروق الدسوقي رئيس الاتحاد العام للمصريين في الخارج حديثه ل "العالم اليوم الأسبوعي" مؤكدا علي أن المصريين بالخارج يمثلون الكيانات المالية والكوادر البشرية والخبرة العلمية والفنية، مشيرا إلي أن هناك 6 ملايين مهاجر مصري في جميع دول العالم بلغت تحويلاتهم المالية العام الماضي 5 مليارات دولار تعادل 20% من موارد النقد الأجنبي لمصر، 88% من هذه التحويلات تكون مدخرات يتم إيداعها البنوك أو استثمارها، وأن هناك استثمارات جديدة للمصريين بالخارج تصل إلي مليارات الجنيهات وخاصة في قطاعي البنية الأساسية والتعليم. وشدد الدسوقي علي أهمية تدريب واكساب العامل المصري الخبرة العلمية والمهنية الكافية لينافس مثيله في أي مكان بالعالم. وحول مشكلات المصريين في الخارج بجميع أنواعهم كان ذلك الحوار: * في البداية كيف كانت نشأة الاتحاد العام للمصريين في الخارج.. وما أهدافه؟ ** أنشئ الاتحاد في عام 1985 ليضم المصريين المقيمين في الخارج ورعايتهم وتوثيق روابطهم بالوطن الأم وذلك في جميع دول العالم التي يوجد بها تجمعات مصرية ويسعي الاتحاد لإنشاء شركات استثمارية للقيام بأنشطة تجارية وصناعية وزراعية بمصر لتنمية الاستثمار المتبادل بين المصريين بالخارج ووطنهم الأم، وتوثيق وتنمية الصلات بين المصريين بالخارج العاملين بالتجارة وبين الغرف التجارية المصرية واتحاد الصناعات والجهات المشرفة علي الاستثمار والإسهام في التطور الصناعي بين مصر ودول المهجر بالإضافة لتوعية المهاجرين المصريين سواء كانوا من أصحاب الهجرة الدائمة أو المؤقتة والتنسيق بين الجهات والأجهزة المعنية بالهجرة بالداخل والخارج، وكما نعلم فإن هناك ثلاثة أنواع للمهاجرين المصريين "مهاجر مؤقت، مهاجر دائم، مهاجر غير شرعي"، والهجرة المؤقتة تحتاج إلي دعم ومجهود كبير لأنها تشمل الغالبية من المواطنين البسطاء والأميين وهي الفئة التي لا تعرف حقوقها وواجباتها وتواجه العديد من المشكلات وتستغل استغلالا سيئا ولذلك فالاتحاد يحاول توعية وتدريب هذه الفئة لتتعرف علي حقوقها وواجباتها وظروف وطبيعة العمل في البلد التي يهاجر إليها واللجوء دائما للسفارة المصرية خاصة وان العديد من الدول العربية لا تسمح بإقامة اتحادات أو تنظيمات للعاملين داخل بلادها.. أما الهجرة الدائمة فهي من المثقفين والكفاءات المصرية وهم علي علم بحقوقهم وواجباتهم وهناك فرق بين الدول الأوروبية التي تسمح بقيام الاتحادات والتجمعات في بلادها عكس الدول العربية. آليات ربط * وما آليات ربط المصريين بالخارج بوطنهم الأم؟ ** يقوم الاتحاد بدعم الروابط القومية والاجتماعية والاقتصادية بين المصريين ويوجه نشاطه إلي المجالين الاجتماعي والثقافي وحماية مصالح المصريين بالخارج من خلال مثلث مكون من وزارة الخارجية ووزارة القوي العاملة والهجرة واتحاد المصريين الخارج وهو عمل تطوعي يهدف لتأهيل الشباب قبل مغادرتهم البلاد وإيجاد فرص عمل مناسبة. * كم يبلغ عدد المصريين بالخارج.. وهل يتساوي ذلك العدد مع حجم تحويلاتهم المالية إلي الوطن الأم "مصر"؟ ** ليست هناك احصاءات دقيقة لأعداد المصريين بالخارج ولكن الرقم الأقرب هو 6 ملايين مهاجر في جميع دول العالم وهناك أعداد كبيرة غير مدرجة لأنها لا تتصل بالقنصليات أو السفارات المصرية. وتبلغ قيمة تحويلات العاملين بالخارج وفق أرقام عام 2006 أكثر من 5 مليارات دولار تعادل 20% من موارد النقد الأجنبي لمصر، وتحويلات المصريين تتوزع إلي 12% استهلاكا و88% مدخرات يتم إيداعها بالبنوك أو الدخول في استثمارات جديدة وتقدر اجمالي مدخرات المصريين بالخارج بنحو 120 مليار دولار ولذلك فالمصريون بالخارج ثروة مهمة لم نوظفها لمصلحة الوطن الأم علي الرغم من أن انتماء المصري لوطنه قوي جدا والمصريين بالخارج يمثلون الكيانات المالية والكوادر البشرية والخبرات العلمية والفنية.