يا سلام.. السلام ألوان.. حتي قوات الحرب والاقتحام يمكنها إنبات السلام! في أعقاب حرب يوليو العام الماضي التي هزم فيها حزب الله اسرائيل المتجبرة بكل قواها الارضية والجوية والصاروخية في 34 يوما فقط.. كان لابد من دعم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان بحجمها الضئيل وتسليحها المحدود بعدة ألوف من قوات الاقتحام الأوروبية.. والهدف: ابعاد مقاتلي حزب الله المنتصر عن خط الحدود الشمالية لاسرائيل! إنما في سنة واحدة اكتسب مقاتلو حزب الله ثقة قوات الطوارئ الأوروبية.. وبدلا من أن تحول بينهم وبين الحدود الاسرائيلية الآن تخطب ودهم وتسأل قيادة الحزب التعاون معها في حماية قوات حفظ السلام من هجمات مقاتلي القاعدة الذين زرعوا أنفسهم فجأة في جنوب لبنان وبدأوا يمارسون دور الشوكة القاتلة في حلوق كل الأطراف! قوات الطوارئ التي تشكل في نفس الوقت قوات حفظ السلام أو ما يعرف اختصارا ب UNIFIL تمتلك سندا صحيحا لضرورة الحفاظ علي سلامة قواتها 6 من جنودها الاسبان بينهم كولومبي واحد قتلوا في كمين من قنبلة واحدة مدفونة تحت الطريق.. وهو أول حدث دام في 29 سنة من امتداد عمر قوات حفظ السلام منذ إنشائها! وفي شريط فيديو اذاعته شبكات التليفزيون قبل ايام اشاد أيمن الظواهري الرجل الثاني للقاعدة بالهجوم القاتل.. وقال: هذا هو رد فعلنا علي الصليبيين الذين احتلوا جزءا عزيزا من أرض الإسلام..وهي إشادة لا تصيب هدفا صحيحا فقوات الأممالمتحدة ليست بحال قوات غازية! وإلي جانب الأمن غير المستتب في لبنان فإن المسئولين عن قوات حفظ السلام يتوقعون ضربات أخري ضارية لقواتهم المسالمة.. وفي حوار له مع مجلة تايم يقول الميجور جنرال كلوديو جراز يانو قائد قوات اليونيفيل: ان الصعوبة الكبري التي نواجهها هي اننا سوف نتلقي حتما مزيدا من الضربات الارهابية.. رغم اننا لا نعرف بالضبط مرتكبي هذه الجرائم! كمين القنبلة القاتل الذي قصف أرواح 6 من جنود اليونيفيل انهي عاما كاملا من النجاح وحسن حماية الجنوب اللبناني حتي الحدود الإسرائيلية.. زاد حجم القوات الحارسة للسلام من 2000 جندي الصيف الماضي الي 500.13 ينتمون الي دول اوروبية عريقة في العسكرية.. بالاضافة الي قطع بحرية لمنع تهريب الاسلحة الي لبنان عن طريق البحر.. ومن صلاحيات اليونيفيل ان تتعاون مع القوات اللبنانية في حماية جبهة الجنوب المتفجرة طبقا لقرار الأممالمتحدة رقم 1701 الذي نجح في اخماد حرب ال34 يوما وانقاذ مدن شمال اسرائيل من صواريخ حزب الله الايرانية الصنع! ويؤكد قائد قوات اليونيفيل الميجور جنرال الايطالي كلود يوجراز يانو وكأنه يضع تحت كلماته خطوطا للأهمية: لقد نفذنا أحكاما كثيرة من منطوق القرار 1701 ورغم الضغن الذي أثاره القرار في نفوس قيادة حزب الله فقد امتثلت للقرار واعادت انتشار قواتها واسلحتها ومعداتها الثقيلة شمال منطقة الحدود ويضيف جرازيانو ويعطي حزب الله قرار الأممالمتحدة إرادة طيعة.. لا تحريك لقوات أو معدات ليلا أو نهارا.. ولنا 400 دورية متحركة بطول خط الجبهة مع شمس النهار.. و150 مرصدا ثابتا ودائما طول الليل. *** وتعترف القيادات الميدانية الوسطي لقوات اليونيفيل بأن قوات حزب الله تتصرف علي قدر فائق من تحمل المسئولية ولا تشكل أي خطر.. الخطر كله حط عليهم أخيرا من تشكيلات تنتمي للقاعدة.. وهي تمطرهم بإنذارات متتالية عن هجمات وشيكة.. لكن صدقية هذه الانذارات قليلا ما تكون مرتفعة حرب أعصاب.. إلا أن كمين القنبلة القاتلة باغت الجميع.. قيادة وأفرادا.. دون سابق انذار.. والمرجح ان القنبلة الدفينة تحت سطح الطريق تم تفجيرها بجهاز تحكم عن بعد.. ورغم ان السيارة ناقلة جنود مدرعة طراز APC فقد اطاح انفجار القنبلة بها وبجثث قتلاها ال6 بعيدا علي جانب الطريق يلاحظ احد الضباط الغربيين الذين حققوا الحادث ان "عملية تفجير القنبلة تمت بطريقة متطورة بصورة غير عادية extraordinarily sophisticated! لم يدع أحد مسئوليته عن حادث القنبلة.. إلا أن المسئولين في المخابرات الاسبانية اشاروا في تقريرهم عن الحادث الي 3 من جماعات الجهاد السنية ذات الصلة بالقاعدة يقيمون في مخيم فلسطيني بلبنان! ويضيف احد ضباط المخابرات الذين باشروا التحقيق في الحادث: ان العملية ربما تطلبت اسابيع ان لم يكن ءشهرا من التخطيط والإعداد قام بها فريق يتمتع بخبرة متقدمة ويضع ضابط آخر لمسته في الصورة كان وزن القنبلة 220 رطلا علي الأقل والانفجار موجه الي جانب السيارة اضعف جزء في تدريعها لحظة مرورها.. وهذا هو سر الاطاحة بها وبركابها الي الجانب الآخر من الطريق!