من كان يصدق أن محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية سوف يطلب من الغرب سلاحا لتأمين قوات السلطة الفلسطينية ضد حماس؟.. ومن كان يتصور أن توافق اسرائيل علي تقديم العربات المدرعة لقوات فتح حتي تواجه بها قوات حماس ومن كان يتصور أن يسارع الجميع الان إلي توفير السلاح للسلطة الفلسطينية من اجل قمع قوات حماس.. وهل كنا نتخيل يوما أن يقف قادة الشعب الفلسطيني ضد بعضهم البعض وأن يشاهد العالم هذه المأساة.. ان هناك شعبا لا يجد رغيف الخبز ولا يجد الدواء فهل جاء الوقت لكي يطلب كل طرف السلاح لكي يواجه الاخر؟.. ان هذا هو أقصي ما كانت تحلم به اسرائيل.. ان تجد المقاتلين الفلسطينيين في حرب أهلية دامية كان هذا هو حلم رابين وهو يتفاوض مع عرفات وكان حلم شارون وهو يقتحم المسجد الاقصي وكان حلم جميع القادة في اسرائيل وهم يشاهدون الانتفاضات الفلسطينية التي هزت الكيان الصهيوني من الاعماق. والغريب في الامر أن العالم العربي يشاهد المأساة، ولا يتحرك واكتفت الحكومات العربية ببيانات الشجب والادانة رغم أننا جميعا نعلم أن ما يحدث ليس صراعا من اجل البقاء ولكنه صراع من اجل كراسي السلطة.. وأين هذه السلطة التي توهم البعض انها تستحق ذلك كله رغم أن المحصلة النهائية ليست أكثر من مجموعة مكاتب وسيارات وهموم شعب يبحث عن ملاذ.. كان ينبغي بعد كل ما حدث أن ينسحب من الساحة هؤلاء الذين كانوا سببا في هذه الكارثة.. ان فتح لم تحصل علي شيء من اسرائيل يعطيها الحق في أن تصادر حق حماس في المقاومة ولم يكن زعماء فتح أكثر وطنية واخلاصا بقضيتهم من زعماءحماس ولكن الجميع تاَمر علي حماس لأنها وصلت للسلطة وكان ينبغي ان تعالج الامور بقدر من الحكمة قبل أن يفلت الزمام والان وجدنا انفسنا امام أمر واقع ولا أحد يعرف الان من أين تبدأ وحدة الصف مرة أخري أم أن ذلك يبدو الان مستحيلا امام كارثة الحرب الاهلية بين ابناء الشعب الواحد.