سجلت ثقة المستهلك في الولاياتالمتحدة صعودا علي غير المتوقع هذا الشهر و ذلك للمرة الاولي في اربعة اشهر بفضل زيادة التفاؤل بان يعوض تحسن اوضاع سوق العمل و نشاط الاسهم الاثار السلبية للارتفاع القياسي في اسعار الجازولين. و قفز مؤشر رويترز/ميتشيجان الاولي لمعنويات المستهلكين الي 88.7 نقطة من 87.1 نقطة في ابريل. يشار الي ان متوسط قيمة المؤشر استقرت عند 88.1 نقطة منذ بداية هذا النوع من الاستطلاعات عام 1978. و كان الخبراء يتوقعون انزلاق المؤشر الي 86.2 نقطة. و عززت تلك المؤشرات التفاؤل من ان يحتفظ الانفاق الاستهلاكي الذي يمثل ثلثي اجمالي الاقتصاد الامريكي بايقاعه "المعتدل" وفقا لتقديرات مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الامريكي) . و في ظل تحسن الثقة و اسراع نمو قطاع التصنيع كما اوصحت بيانات رسمية متزامنة يستبعد ان يقوم البنك المركزي بخفض اسعار الفائدة خلال الاشهر المقبلة. و اوضح التقرير ايضا صعود مؤشر التوقعات الذي يستخدمه بعض الاقتصاديين كمقياس للانفاق الاستهلاكي في المستقبل الي اعلي مستوياته في ثلاثة اشهر مسجلا 79 نقطة. و رصد التقرير ايضا تراجع قلق المستهلكين بشأن التضخم. و توقع المشاركون في الاستطلاع زيادة الاسعار ب 3.2 % خلال عام مقارنة بتوقعات بلغت 3.3% في استطلاع ابريل. علي الجانب الآخر هبط مؤشر الاوضاع الحالية الذي يعكس تقييم المستهلك لظروفه المادية الحالية و مدي استعداده لشراء بضائع قيمة مثل السيارات. و اعتمد الاستطلاع علي آراء نحو 300 اسرة تم سؤالهم عبر الهاتف. و ينتظر صدور تقرير الثقة النهائي في مطلع يونيو. و رفع معنويات المستهلكين تراجع معدل تسريح العمالة الامر الذي ينعش الامل بتماسك الاستهلاك المحلي. و وفقا لتقرير وزارة العمل هبطت الطلبات الاولية للحصول علي اعانات البطالة الي ادني مستوياته منذ اربعة اشهر خلال الاسبوع المنتهي 12 مايو. في الوقت نفسه يسهم نشاط سوق الاسهم في رفع معنويات الامريكان و تشجيعهم علي الشراء. الا ان استطلاع اجرته نشرة "بلوومبيرج" الاقتصادية توقع تباطؤ نمو الاستهلاك ال 2.3% خلال الربع الجاري من 3.8% في الربع السابق الذي شهد ابطء معدلات النمو الامريكي خلال اكثر من اربعة اعوام. جدير بالذكر ان الانفاق الاستهلاكي يمثل الدرع الذي يحمي الاقتصاد الامريكي من الوقوع في براثن الركود في وقت يعاني فيه اكبر اقتصادات العالم من تردي اوضاع السوق العقاري و اتساع فجوة العجز التجاري. و يهدد الصعود المتواصل لمعدل عجز اصحاب المنازل عن سداد اقساط الرهن العقاري باستمرار اسوأ ازمة يمر بها السوق العقاري منذ خمسة عشر عاما. و بدات اسعار المنازل في التراجع من مستوي الذروة الذي مثل المحرك الاول للانفاق الاستهلاكي خلال الفترة التي شهدت اوج الانتعاش الاقتصادي.