أما آراء وتفسيرات أصحاب الشركات فكانت بالطبع مدفوعة بالأزمة المحيطة بهم فجاءت أقرب للشكوي منها إلي التفسير. يري المستشار حمدي أبو العينين وكيل الغرفة التجارية بمحافظة القليوبية وصاحب شركة الرحاب للمنسوجات والملابس أن تراجع صادرات القطن المصري يعني بالضرورة تخلينا عن موقع الصدارة في قائمة أشهر الدول المصدرة للأقطان طويلة التيلة في العالم بخلاف ما يعنيه هذا من شبهة حدوث تداعيات شديدة السوء علي صناعة الغزل والنسيج المصرية المهملة في جميع مراحلها نتيجة انخفاض إنتاجية القطن من ناحية وارتفاع أسعاره من ناحية أخري موضحا أن الانخفاض الملحوظ في أسعار القطن عالميا وما صاحبه من انخفاض التعريفة الجمركية علي الغزول المستوردة جعل الكثير من أصحاب مصانع الغزل والنسيج يلجأون إلي استيراد أقطان قصيرة ومتوسطة التيلة من سوريا وأوزبكستان والتي تتميز أقطانها بسوء الجودة بالمقارنة بالأقطان المصرية طويلة التيلة مؤكدا أننا إذا كنا ننشد استعادة عرشنا علي قائمة الدول المصدرة للقطن طويل التيلة فإنه يتعين علينا زيادة إنتاجيتنا من القطن عن طريق تبني منظومة جادة تهدف إلي حسن تخطيط وتنظيم عملية الزراعة من ناحية وعمل دراسات مستفيضة تبحث في كيفية الاستفادة من المناطق الزراعية الجديدة الواعدة مثل توشكي لزراعة القطن المصري في مساحات شاسعة كما يحدث في بقية الدول المنافسة من ناحية أخري ولتحقيق توازن فعلي بين عنصري الجودة والسعر لهذا المحصول الاستراتيجي منوهاإلي دور هذ التنظيم في انعاش صناعة الغزل والنسيج في مصر والاستغناء نهائيا عن استيراد الأقطان قصيرة التيلة والتي تحتاج بدورها إلي معالجة خاصة ضد الانكماش أثناء فترة تجهيزها ومن ثم خفض التكاليف الاضافية علي المنتج المصنع وهو ما يخدم مصلحة المستهلك المحلي. زيادة المعروض ويري مسعد أبو المكارم رئيس شعبة الغزل والنسيج بالغرفة التجارية أن انخفاض أرقام صادرات القطن ستؤدي بدورها إلي زيادة المعروض من الإنتاج المحلي وربما لذلك لم يشعر أصحاب مصانع الغزل والنسيج المحلية بوجود أية أزمة تذكر خاصة في صناعة الغزل التي تعتمد علي "القطن الشعري". مؤكدا أن سر احجام الفلاحين عن زراعة محصول القطن يرجع إلي زيادة تكلفة إنتاجية هذا المحصول. هذا بخلاف ارتفاع أسعار الأسمدة الكيماوية اللازمة للمحصول وكلها عوامل أدت بدورها إلي احداث فجوة بين تكلفة الإنتاج وربحية المزارع المصري خاصة وأن سعر قنطار القطن لم يعد مجزيا بالنسبة إلي ما كان عليه في الماضي. تذبذب الأسعار العالمية يؤكد علي عيسي رئيس شعبة المصدرين أن هناك شركات كثيرة عانت بشدة من جراء هذه الأزمة خاصة الشركات التي كانت تعتمد علي تداول القطن صنف "جيزة 70" فهذه الشركات قد تعرضت للخسائر فادحة بسبب الكارثة التي حدثت هذا العام لهذا الصنف والذي كان يعتمد عليه معظم المصدرين نظرا للجودة العالية ولكن ما حدث أن البذرة التي تمت زراعتها هذا العام كانت غير نقية الأمر الذي أدي إلي تدهور المحصول فبعد أن كان القطن المصري فخر الصادرات المصرية خاصة القطن طويل التيلة أصبح الآن عبئا علي الاقتصاد المصري ولا يجد طلبا عليه سواء في الداخل والخارج مما يعني ضياع الميزة النسبية لصادراتنا من القطن.