تشهد البورصة هذه الايام دورة جديدة من ارتفاع اسهم صغيرة لم نسمع عنها من قبل.. فقد بدأت بعض الاسهم في تحقيق ارتفاعات غير مبررة رغم عدم توافر معلومات او انباء جديدة عنها ومنها علي سبيل المثال شمال الصعيد للتنمية الزراعية والورق الشرق الاوسط سيمو والمصرية للدواجن والوطنية للزجاج والبللور والزيوت المستخلصة والعربية للشحن والتفريغ وغيرها من الاسهم الصغيرة التي تشهد ارتفاعات تصل الي نسبة ال 5% علي مدار عدة ايام. ويؤكد بعض العاملين في السوق ان هذه الارتفاعات غير المبررة لاسهم صغيرة تعود الي قيام بعض المستثمرين بالتعاون مع بعض الشركات باجراء تعاملات محدودة علي هذه الاسهم بهدف رفع السعر لينساق وراءهم صغار المتعاملين مثلما حدث في حالات سابقة كثيرة. وطالبوا ان تقوم البورصة برفع الحدود السعرية علي اي سهم يرتفع علي مدار ثلاثة ايام بنسبة ال 5 % وذلك لتركه لقوي السوق حتي لا يتأثر صغار المتعاملين بالارتفاعات غير المبررة لبعض الاسهم الصغيرة. وبمتابعة بعض الاسهم نجد سهم الوطنية للزجاج والبللور كان سعره منذ عام تقريبا 5.89 جنيه ارتفع في نهاية عام 2006 ليصل الي 31.83 جنيه بارتفاع 440% ثم تراجع قليلا حتي وصل الي سعر 16 جنيها ثم عاود مؤخرا الارتفاع من جديد الي ان وصل الي سعر 26.64 جنيه بارتفاع 61 %. هذا رغم قرار الجمعية غير العادية للشركة الوطنية للزجاج و البللور استمرار الشركة في النشاط .ووفقا لمذكرة التي تم عرضها علي الجمعية العامة فان الشركة حققت ربحاً هذا العام يبلغ 6.193 مليون جنيه بينما بلغت خسائر العام الماضي ما قدره 6.334 مليون جنيه مرجعة اسباب مجمع الخسائر الي اعباء التمويل التي بلغت هذا العام ما قيمته 43.307 مليون جنيه و التي قامت الشركة بسدادها بالكامل بالاضافة الي خفض رصيد القرض بمبلغ 6.922 مليون جنيه علما بان الشركة تسعي جاهدة للوصول لحل مناسب لمشكلة الخلل في الهيكل التمويلي و من هذا المنطلق قررت الجمعية غير العادية الشركة استمرار النشاط برغم تجاوز خسائرها نصف رأس المال و ذلك استنادا لما يمكن أن يتحقق في حالة علاج الخلل الحالي في الهيكل التمويلي للشركة مستقبلا. وسهم الورق الشرق الاوسط ارتفع من 2.81 جنيه الي 14.50 جنيه بنسبة 416 % خلال عدة شهور قليلة وفي النهاية يجري صغار المستثمرين وراء هذه الاسهم دون وعي. وغيرها كثير من الاسهم الصغيرة مثل شمال الصعيد للتنمية الزراعية والنصر لصناعة المحولات والعربية للشحن والتفريغ. اسهم مضاربة واكد حسام ابو شملة مدير البحوث بشركة عربية اون لاين - ان هناك ظاهرة جديدة تتمثل في قيام بعض المستثمرين بالترويج لبعض الشائعات حول اسهم صغيرة نسبة المتداول منها منخفض ويقومون في البداية بعمليات تجميع علي السهم ثم تنطلق الشائعات حول ان الشركة ستحقق ارباحاً او اجراء تجزئة او توزيع اسهم مجانية. واضاف انه من المثير للدهشة ايضا ان بعض الشركات تنفي حدوث احداث جوهرية بها وبالرغم من ذلك يندفع الافراد نحو هذه الاسهم متوقعين ان تكون هناك انباء غير معلنة ستظهر بعد ذلك ويساعد في ذلك نسبة ال 5 %. ويقترح ابو شملة في مثل هذه الحالات ان يتم فتح الحدود السعرية لمدة اسبوع وبالتالي من يرغب في شراء السهم باكثر من اضعاف ثمنه يستطيع الشراء اما اذا كان مجموعة من المضاربين سيؤدي فتح الحدود السعرية لتوجيه ضربة اليهم وذلك مطلوب حتي لا نتحول الي سوق مضاربات ويتلاعب به مجموعة مضاربين وتمتص تلك الاسهم السيولة الموجودة في السوق لتظل حبيسة بها وبالتالي يضعف اداء الاسهم الجيدة وهو امر في غير صالح السوق بشكل عام. وكشف ان الافراد يسعون الي الشركات التي تتم من خلالها بداية الشائعة بل وقد يطالبون شركة السمسرة بان تختار لهم سهماً يستطيعون السيطرة عليه واصبح المصطلح المتداول الان هذا السهم فيه جيم game. ويأسف ابو شملة الي انه لا يمكن اثبات ان شركات السمسرة لها يد في عمليات المضاربة حيث تؤمن موقفها بوجود اوامر بيع وشراء كما ان بعض المضاربين يلجأون للشراء من اكثر من شركة سمسرة حتي يوحوا للسوق ان هناك تعاملات علي السهم ولا يظهر ان هناك شركة سمسرة واحدة تقف وراء ارتفاعه.