قال مسئولون مصريون وأمريكيون إن مصر لم تتقدم حتي الآن بمقترحاتها حول مستقبل المعونة الاقتصادية الأمريكية بعد عام 2008. وذلك في الوقت الذي بدأت فيه إسرائيل بطرح رؤيتها للمعونة العسكرية التي تطلبها من أمريكا في اتفاق العشر سنوات القادمة. وقال نبيل فهمي السفير المصري في واشنطن إن برنامج المساعدات لما بعد 2008 سيتم بحثه بعد مناقشة موازنة 2008 والمساعدات المصرية فيها، مشيرا إلي أنه "لم يتم بلورة صورة واضحة للمرحلة القادمة". وقالت مصادر ل "العالم اليوم" إن هناك عدة أفكار تحت الدراسة منها أن توضع المعونة الاقتصادية "415 مليون دولار" كوديعة مصرفية ويتم صرف عائدها علي عدد من المشروعات، ومنها ان تخصص المعونة بشكل أساسي علي التعليم والصحة إلا أن كل هذه الأفكار كما أكدت المصادر هي مبدئية ولم تعلن مصر موقفها بعد.. ووصفت المصادر ذلك بأنه "تأخير غير مطلوب الآن لتجنب أية مشروطية أمريكية في الفترة القادمة". وأكدت المصادر أن قيمة المعونة الاقتصادية ليست في حجم الأموال التي تحصل عليها مصر، ولكن غيابها يمكن ان يهدد مستقبل المعونة العسكرية. وكان الكونجرس الأمريكي قد شهد لعامين علي التوالي محاولات للاقتراب من المعونة العسكرية المصرية وخفضها لصالح المعونة الاقتصادية.. إلا أن تلك المحاولات لم تتكرر هذا العام، لانشغال الكونجرس بالانتخابات. يأتي هذا في الوقت الذي بدأت فيه إسرائيل بالتفاوض حول اتفاق السنوات العشر القادمة والذي تطالب فيه بأكثر من 25 مليار دولار معونة عسكرية. وكانت مصر وإسرائيل قد وقعتا اتفاقا في 1997 بخفض المعونة الاقتصادية بواقع 5% لمصر سنويا و10% لإسرائيل لتصل المعونة الاقتصادية لمصر إلي 415 مليون دولار عام 2008 وتنتهي المعونة الاقتصادية لإسرائيل فيما تزداد معونتها العسكرية بنسبة 50%. وعلي جانب آخر قال السفير نبيل فهمي في تصريحات صحفية إن العراق يتصدر اهتمامات الإدارة والكونجرس الأمريكي الآن علي حساب كل القضايا الأخري، إلا أن ملف الديمقراطية والتغيير في المنطقة ربما يكون قد تراجع مؤقتا ولكن هناك احتمالات بالعودة إليه. وقال فهمي إن المساعدة في بناء الديمقراطية هو أمر لا تعارضه مصر لكن هناك فرقا بين المساعدة وبين فرض الديمقراطية. وحول تقرير الخارجية الأمريكية عن حقوق الإنسان والذي خص مصر بجانب من الانتقادات لانتهاكاتها في حقوق الإنسان قال فهمي: لدينا تحفظ مبدئي من أن تصدر أية دولة تقييما لدولة أخري.. ولا يعني هذا انها تدعي ان مصر لا تشهد أية انتهاكات لحقوق الإنسان ولكننا قصدنا بشكل أساسي خلال السنوات الخمس الماضية في نشر هذه الثقافة وإقامة مجلس قومي لحقوق الإنسان. وأكد فهمي أن أهمية مصر بالنسبة للولايات المتحدة لم تتراجع، فلن توجد دولة في المنطقة تتعامل مع كل القضايا والملفات الإفريقية والعربية كما تفعل مصر.. وأشار إلي أن قيام دول أخري بدورها لا يأتي أبداً علي حساب الدور المصري.