أعلنت ايرلندا زيادة الرومانيين المسجلين من المهاجرين وذلك في أعقاب دخول بوخارست إلي الاتحاد الأوروبي في بداية العام الحالي، وبلغ عدد المسجلين خلال شهر يناير فقط 3164 مهاجرا مقابل 3336 مهاجرا خلال العام الماضي بأكمله، ويمثل هذا التدفق نموذجا علي الطموحات الواسعة للعيش والعمل في أوروبا الغربية حيث يتلقي هؤلاء رواتب تفوق ما يحصلون عليه في بلادهم بمعدل 5 أضعاف. والمعروف أن عمليات الهجرة من رومانيا بدأت في أعقاب سقوط الدكتاتور الشيوعي نيكولاي تشاوشسكو عام 1989 إلا أنها تلقت قوة دفع كبيرة بعد سماح الاتحاد الأوروبي بمنح تأشيرات لهؤلاء المهاجرين عام 2002. وتقدر مصادر وزارة الهجرة الرومانية عدد المهاجرين إلي الخارج بحوالي مليوني مهاجر وتتباين شروط الهجرة من دول وسط وشرق أوروبا إلي الدول الأوروبية الغربية ما بين السماح للمهاجرين بالعمل بصورة كاملة بدون قيود في حين تضع بعض الدول الأخري بعض القيود، مثل السويد وفنلندا، فعلي سبيل المثال ماتزال بعض الدول الأوروبية لا تسمح للرومانيين والبلغاريين بالعمل إلا في بعض المواسم الزراعية كما لا تسمح لهم بالبقاء أكثر من ثلاثة أشهر بدون تسجيل، ويتوقع رفع جميع القيود المتعلقة بعمل المهاجرين من دول الاتحاد الأوروبي وذلك بحلول عام 2014. ويقول مسئولون في بوخارست إن الرومانيين سيواصلون السفر إلي البلدان التي لديها مجتمعات تضم أعدادا من الرومانيين، وتأتي علي رأسها إيطاليا حيث يقدر عدد المهاجرين هناك بحوالي 600 ألف وإسبانيا 300 ألف مهاجر أما ألمانيا فالعدد لا يزيد علي 100 ألف، ولا يخشي مسئولون إيطاليون وإسبان تدفق أعداد المهاجرين الرومانيين بعد رفع القيود حيث إنه علي المدي الطويل سيتحسن الاقتصاد الروماني وبالتالي ستقل أعداد المهاجرين، وكما قال رومانو برودي رئيس الوزراء الإيطالي المستقيل عند زيارته لبوخارست فإن الهجرة ربما تزداد علي المدي القصير وتتراجع علي المدي الطويل. فيما يري محللون ا َخرون أن الرغبة في الهجرة تشهد تراجعا وذلك بسبب النمو الاقتصادي السريع وتدفق الاستثمارات الأجنبية والاستقرار السياسي. ويذكر أن معدل نمو الاقتصاد الروماني بالإضافة إلي الهجرة أسهم في خفض معدلات البطالة من 8.4 إلي 5%. ويقول اقتصاديون إن السبب الرئيسي الذي يقف أمام الإقبال علي الهجرة هو الفجوة في الأجور بين ما يحصل عليه الأوروبيون الشرقيون ونظراؤهم من أوروبا الغربية، ليس ذلك فقط علي أن هناك بعض الدول الأوروبية الأكثر فقرا مثل بيلدوفا في شرق رومانيا، ويقدر عدد الرومانيين الذين تقدموا بطلبات للهجرة خلال العام الحالي بحوالي 800 ألف شخص، ويتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلي 1.5 مليون طالب هجرة.