رغم انه كان ضيفاً لحفل الاستقبال الذي اقامته غرفة التجارة الأمريكية بالتعاون مع الغرفة العربية الألمانية للصناعة والتجارة إلا أن كبير الباحثين الاقتصاديين ببنك دويتشه الألماني "نوربرت والتر" ضيف اللقاء لم يتناول في حديثه مصر أو ألمانيا أو الولاياتالمتحدة بنفس القدر الذي توجه فيه حديثه إلي الصين والنهضة الاقتصادية التي تشهدها الدول الآسيوية، وهو ما لفت انتباه الحاضرين كما لفت انتباه المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة واصفا الموقف بأن العالم كله مهتم الآن بالصين وليس بالولاياتالمتحدةالامريكية. وفي البقية الباقية التي لم يستحوذ عليها الاقتصاد الصيني تحدث نوربرت والتر ل "العالم اليوم الاسبوعي" عن فرص النمو في مصر والتي تقوم علي أربعة عناصر مهمة، كما انتقد اخفاق مصر في التسويق الجيد لما يمكن أن تقدمه لأوروبا، وطالب بالاهتمام بقطاع الخدمات وبصفة خاصة السياحة والتعاون واقامة شراكات مع الخبراء والشركات الاسبانية حتي يمكن تقديم سياحة مصرية تتسم بالاحتراف وامتدح وجود نسبة عالية من الشباب والفئات العمرية الصغيرة تعد هي الأكبر في الفئات العمرية لسكان مصر مشيرا إليس انها العامل الرئيسي لفرص مصر في النمو مقابل دول أوروبية تعاني من ارتفاع نسبة كبار السن بين سكانها. وفيما يتعلق بالمناخ الاقتصادي والاصلاحات التي تقوم بها مصر كان تعليق نوربرت ان مصر جاءت متأخرة في لعبة جذب الاستثمارات لكن ماتزال الفرصة أمامها. أجاب نوربرت والتر علي العديد من الاسئلة التي تتعلق بالاقتصادات العالمية وسوق المال المصري وتأثيير الجوانب السياسية علي جذب الاستثمار إلي مصر. لماذا مصر؟ * هذه هي المرة الثالثة التي تزور فيها مصر والمرة الثانية التي تجتمع وتتعاون فيها الغرفتان الامريكية والألمانية لتنظيم الندوة الخاصة بك، فما الغرض من الزيارة الاخيرة وكيف تري التغيير في مصر خلال الفترة الأخيرة؟ ** الغرض الرئيسي من الزيارة هو التعرف أكثر علي مصر والجوانب الاقتصادية والتغييرات التي تجري بها، ونحن في دويتش بنك تقوم أبحاثنا علي دراسة الظروف الاقتصادية والمؤسسات المالية والحكومية - ووجود تعاون بين الغرفتين الألمانية والأمريكية لتنظيم هذا اللقاء هو فكرة مثالية. وقد قامت مصر باصلاحات أدت إلي مردود جيد من حيث زيادة الاستثمارات الاجنبية، وهناك فرصة كبيرة لمصر خاصة ان ثلث السكان في مصر أقل من 14 عاما بينما نجد ان 14% من السكان المانيا اقل من 14 عاما، لذلك فمصر تتمتع بفرصة كبيرة في مجال الاعمار الصغيرة مقابل الدول الأوروبية التي تعاني من ارتفاع معدلات اعمار سكانها. أما في مجال الهياكل التنظيمية فهناك الكثير الذي يجب القيام به والكثير الذي يجب تعلمه واصلاحه، وهناك بالفعل مبادرات للاصلاح من القطاع الخاص لكن يلزمها المساندة الحكومية لانه بدون هذه المساندة لن تكون المبادرة ناجحة، فمصر تحتاج إلي التفاعل والتعاون من قبل الحكومة والقطاع الخاص معا. عناصر النمو * في رأيك ما هي العوامل التي تجعل دولة ما تنجح في تحقيق معدلات نمو عالية؟ ** لقد قدمنا في مجموعة أبحاث دويتش بنك تحليلاً للعناصر التي تحدد قدرة الدولة علي تحقيق النمو علي المدي المتوسط والطويل وهي عناصر تتعلق بعوامل ديموغرافية مثل حجم واعمار السكان وهياكلهم فالعالم منقسم الآن إلي طرف يتمتع بنسبة سكان أغلبها من الشباب وصغار السن بينما الطرف الآخر شاخ ويعاني من الشيخوخة والعنصر الثاني هو جذب الاستثمارات ولا يتعلق الأمر بحجم الأموال والاستثمارات وانما الذكاء في استثمار هذه الأموال ووجود نظام مالي ناضج. العنصر الثالث هو الانفتاح علي العالم وهو عنصر يوضح مدي قدرة الدولة علي تحقيق النمو، لأن الانفتاح يعني استعداد المجتمع للتعلم وترحيبه بالمنافسة ، ومن المنطقي ان ندرك ان العقل الاشتراكي من الصعب تهيئته للعالم المفتوح والعولمة. أما العنصر الرابع فيتعلق بالقدرة علي الحفاظ علي معدلات مستقرة للنمو، ومعرفة هل تؤدي عمليات النمو إلي تدمير الاساسيات التي تملكها الدولة للمستقبل، مثل البيئة ومصادر المياه وتلوث الهواء، فالنمو علي المدي المتوسط لا يعتمد علي قدرة الاقتصاد علي تحقيق نمو اقتصادي بنسبة 5% أو 7% العام القادم، فالقضية عما اذا كان هذا النمو سيؤدي إلي تدمير البيئة وتلويث الهواء والمياه وبشكل عام فإن الحكومات الرشيدة هي التي تحافظ علي البيئة كعامل اقتصادي مهم علي المدي الطويل.