النصف جريمة يعاقب عليها القانون، لكن الملاحظ في الفترة الأخيرة أن جرائم النصب انتعشت في مصر المحروسة بشكل مثير للانتباه.. وتلاحقنا الصحف وشاشات التليفزيون يوميا بقصص مثيرة تشد انتباه الرأي العام الذي وصل إلي حد الذهول من هول هذا الكم من فساد الذمم. الكم اليومي من فساد الذمم صحفية تحاول أن تفتعل قضية تعذيب، نصاب يحتال علي البسطاء في أسوان ويتدخل رئيس الجمهورية لانقاذ الضحايا من ملاحقة القانون الذي لا يحمي المغفلين، ولكن ما زاد وغطي هو ضلوع الاعلامية الكبيرة هالة سرحان في قضية نصب اعلامي بعد أن استأجرت ثلاث فتيات للقيام بأدوار.. العاهرات في برنامجها "هالة شو". والحقيقة في هذه القضية لم تتضح بعد ولم يتضح ما اذا كانت هؤلاء الفتيات علي حق أم أنهن يدعون بدون حق، وهناك أسئلة كثيرة: هل كن يعرفه ماذا يفعلن، أم أن هالة استغلت حاجتهن إلي المال فساومتهن علي تمثيل هذه الأدوار الرخيصة بهذا السيناريو المفتعل، للوصول إلي مزيد من النجومية والشهرة والنجاح المزيف لماذا تلجأ اعلامية ناجحة مثل هالة سرحان إلي هذا المستوي المتدني وما هو المجد الذي تصل إليه من عرض قصص لعاهرات لم يقدمن جديدا في حكاياتهن وكأنه فيلم عربي هابط، وماذا سيفيد المشاهد من عرض قضايا أداب ومن قبلها قضايا أدمان أشك في صدقها هي الأخري، ما هي الرسالة السامية التي ترغب صاحبة البرنامج في إيصالها إلي شابات صغيرات ربما يرغبن في التقليد طالما ان هذه المهنة تجلب عشرة آلاف دولار في أقل من الساعة، ما هذ الانحطاط الذي وصلنا إليه وكيف لم تدرك اعلامية مثل هالة سرحان أن هذا النوع من البرامج لا يقل عهراً عن ضيوفها المحترفات؟! من الواضح أن حرب الاعلانات باتت تهدد بشكل مباشر المذيعات اللاتي تصورن أنهن باقيات بقاء الزمن وعندما بدأت الاعلانات تهرب إلي الشابات الصغيرات الواعيات، مع حضور طاغي محترم للبعض الآخر مثلت الشاذلي، أصابت هيستريا سن اليأس الاعلامي بعضهن، مما دفعهن إلي عمل أي شيء مهما كان للفت النظر إليهن مرة أخري ولكن شهدت الشهرة والاحساس بالتميز. خابت هذه المرة وانقلبت إلي فضيحة اعلامية بجلاجل، واعتقد أن أصحاب هذا النوع من البرامج لن تقوم لهم قائمة مرة أخري، مما لاشك فيه أن جمهور هالة سرحان والمعجبين بها قد صدموا بهذا التصرف غير المسئول الذي أدي إلي رفضها وعدم تصديقها. القانون لا يحمي المغفلين نعم، ولكن من يحمي هؤلاء المغفلين من براثن من يردن الشهرة بأي ثمن وعلي حساب أي قيمة، رغم ان المفترض في مهنة الاعلامي ان يكون بعيدا جدا جدا عن توريط بنات هن الآخريات ساذجات حتي يشتركن فيما يسيء لهن ولعائلاتهن ولا أملك أي تعاطف تجاههن فقد قلن الكلام الذي لقنوه لهم ولم تضر واحدة منهن أو ترفض أو تحمي نفسها، وما فعلته إجمالا يرقي إلي مستوي الاشتراك في الجريمة. وأرجو ان تكون هناك وقفة للاعلاميين والصحفيين ضد هذا الزيف سواء في البرامج السياسية أو الفنية او الاجتماعية وضد الصور الفوتغرافية المفبركة وأن يكون هناك حزم تجاه من يقومون بمثل هذه الأفعال وأقله هو ايقافهم عن العمل كما أرجو أن يحصل المصريون علي عرض كامل لتفاصيل هذه القضية التي أساءت إلي كل اعلامي وشككت في كثير فيما يقدم طالما وصل الأمر إلي هذا المستوي من التزييف.