[email protected] رغم أن العالم الافتراضي وشبكة الانترنت باتت تلعب دورا مهم في مجال الترويج والتسويق للمنتجات بصورة كبيرة إلا أن المعارض والالتقاء المباشر بين المنتج والمستخدم النهائي والموزع مازالت تحتل مرتبة رئيسية في مجال التسويق العالمي. ولعل المتابع لنشاط المعارض في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات علي المستوي العالمي والإقليمي يدرك أن هذا الدور في تنام مستمر بدليل زيادة مساحة المعارض وعدد الشركات المشاركة وحجم الصفقات التي تبرم وهذا ما اتضح بصورة كبيرة من خلال الدورة الأخيرة لمؤتمر ومعرض 2007 Cairo ICT وما شهده من نمو علي مختلف الأصعدة - عدد شركات , المشاركة الحكومية ، مساحة وعدد الزوار - حيث يمكن بحق أن نقول أنه نواة لمعرض مصري إقليمي تضعه شركات قطاع ICT علي أجندتها السنوية لطرح منتجات وحلول وتطبيقات جديدة. وفي الحقيقة لا يمكن أن نغفل حجم التنظيم المحترف ومستوي الإعداد الجيد للمعرض ومستويات الأجنحة التي تتضمنها وهي مقاييس عالمية لتحديد مدي نجاح مستوي أي معرض وكلها نقاط ايجابية تضاف إلي رصيد المعرض الايجابي سواء لدي العارضين أو الزوار بمختلف فئاتهم ووظائفهم. نتصور أن نجاح المعرض لا يمنع من وجود بعض الملاحظات التي يجب التوقف عندها ليس بهدف النقد فقط وإنما لتحقيق مزيد من النجاح باعتبار جريدة العالم اليوم الشريك الإعلامي للمعرض لعل أولها هو الضرورة البدء فورا في البحث في إقامة قاعات جديدة للمعارض والمؤتمرات الدولية تكون مجهزة بالبنية الأساسية بمواصفات عالمية ويتوافر بها كافة الخدمات التي تحتاج إليها صناعة المعرض بداية من إجراءات الإفراج الجمركي والفنادق مرورا بشركات تجهيز الأجنحة وخدمات الاتصالات والانترنت والتصوير والمطابع. كذلك فان قلة عدد البعثات الترويجية الأجنبية التي قامت بزيارة المعرض تشكل علامة استفاهم تحتاج من كافة الشركات والجهات المعنية بتنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بمضاعفة حجم الجهود المبذولة في هذا المجال لضمان توافد قاعدة كبيرة من الزوار من متخذي القرار في مختلف المؤسسات علي كافة المستويات كما نتصور أن دعوة بعض الخبراء العالميين في مجال ICT لطرح الرؤي المستقبلية لهذا القطاع سيكون له تأثيره الايجابي علي انطلاق المعرض نحو العالمية وإلقاء الضوء علي الفرص التي يمكن أن يتيحها هذا القطاع لشركات المعلومات المحلية. نعتقد أيضا أن التوظيف غير المناسب من جانب شركات الاتصالات لعنصر الفن والموسيقي فبدلا من إقامة المهرجانات الفنية كان الأولي لفت انتابه الزوار عن هدفهم الأساسي وهو التعرف علي التقنيات والحلول الجديدة ناهيك عن حالة الإرباك والضجيج التي صاحبت هذه المهرجانات الفنية والتشويش علي باقي الشركات العارضة. في النهاية نؤكد أن الوصول إلي النجاح شيء مهم إلا أن التحدي الأكبر هو كيفية الحفاظ علي هذا النجاح والعمل علي تطويره بصورة مستمرة لضمان حجز Cairo ICT مكانة إقليمية وعالمية تليق وتعبر عن التغيرات الكبيرة والجوهرية التي شهدها قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المصري.