يبدو ان احزان عام 2006 لم تنته بالنسبة للبورصات العربية فقد جاء شهر يناير 2007 بمزيد من الاحزان والتراجعات في هذه الاسواق فقد شهدت غالبية هذه الاسواق تراجعات قوية خاصة السوق السعودي الذي لا يزال يقود هذه الانخفاضات. وبمراجعة اداء الاسواق العربية خلال يناير 2007 نجد ان غالبيتها شهد تراجعا كبيرا باستثناء الاردن ومسقط. فقد جاء السوق السعودي في قائمة الاسواق الخاسرة حيث تراجع 11.4% منذ بداية العام بدفع من عمليات بيع قوية علي الاسهم الصغيرة التي يطلق عليها اسهم المضاربة والتي وصلت مضاعفات الربحية عليها الي ارقام قياسية وغير مبررة. وجاء في المركز الثاني بعد السعودية السوق القطري الذي فقد نحو 9.80% من قيمة مؤشره ملحقا خسائر ضخمة بالمتعاملين فيه.. وكذلك السوق المصري الذي خسر مؤشره نحو 4.5% وكان السوق قد استهل العام الجديد بارتفاع قوي مرتكزاً علي الأداء القوي الذي حققه السوق خلال العام الماضي، إلا أن تراجع أسواق المال الناشئة والأسواق في المنطقة علي حد سواء قد أثر علي أداء السوق المصري، حيث تراجع مؤشر مورجان ستانلي (MSCI) للأسواق الناشئة بنحو 1.5% منذ بداية الشهر، كما سجلت العديد من الأسواق القائدة في المنطقة تراجعات خلال تعاملات الشهر، إلا أن السوق المصري استطاع تعويض جزء من خسائره بنهاية شهر يناير ليرتفع بنحو 1.8% تقريباً خلال الأسبوع الأخير من الشهر، ليغلق تعاملات شهر يناير عند مستوي 6676 نقطة وبتراجع قدره 4.5% عن نهاية تعاملات الشهر السابق عليه. وجاء في المركز التالي من حيث الانخفاض السوق الكويتي الذي فقد نحو 3.53% ثم السوق البحريني الذي انخفض نحو 2.95%.. اما اسواق الامارات فقد تراجعت بنسب طفيفة حيث هبط سوق دبي 0.16% وسوق ابوظبي 0.64 %وشهد شهر يناير عودة المضاربين والمستثمرين إلي سوق الأسهم الاماراتية خاصة في ظل إعلان نتائج أعمال الشركات وهو ما أوجد أرضا خصبة لكل منهما لتحقيق أهدافه حيث وجد المستثمرون فيها أملا في تعويض خسائرهم خاصة في ظل تحقيق الأسهم القيادية أرباحا جيدة، ما يؤكد قوة الشركات وقدرتها علي تحمل الخسائر من الاستثمار في الأسهم بالإضافة إلي توجه مجالس إدارات الشركات التي أعلنت أرباحها حتي الآن نحو توزيع أرباح عام 2006 في صورة توزيعات نقدية. وقد بلغت الأرباح التي تم الإعلان عن توزيعها حتي الآن 9,4 مليار درهم منها 7,1 مليار درهم من المقترح توزيعها نقدا، وهو ما يعد فرصة لضخ سيولة جديدة خلال العام الجارية. اما سوق الاردن الذي فقد مؤشره خلال العام الماضي نحو 34.61% من قيمته تمكن من تغيير اتجاهه وارتفع بقوة خلال شهر يناير 2007 حيث صعد 11.38% وكذلك سوق مسقط ارتفع 3.38% خلال شهر يناير ليكمل مسيرة صعوده حيث كان قد ارتفع نحو 16% خلال عام 2006 .