أثارت خطة الرئيس الأمريكي، جورج بوش، التي أعلنها مؤخرا عن خفض استهلاك الوقود، والتي حمّل فيها صناعة السيارات الأمريكية المزيد من الأعباء، الكثير من ردود الأفعال، إذ أثار بعضها شكوكا حول قدرة القطاع علي التجاوب السريع مع الأهداف الموضوعة بالخطة. وطلب بوش في خطابه "حالة الاتحاد" من الكونجرس المساعدة في الحد من استهلاك البنزين خلال السنوات العشر القادمة، بهدف تطوير كفاءة استخدام الوقود في سيارات الركاب والشاحنات الخفيفة بنسبة 4% سنويا. وفي أوساط صناعة السيارات الأمريكية، ذكر بيان صادر عن شركة" جنرال موتورز" الأمريكية، معقبا علي الخطاب بالقول إن خطة الرئيس الأمريكي "تتطلب التيقن من أن ازدياد كفاءة استخدام الوقود لا يتعارض مع نواح تقنية أخري، ولا يمس السلامة وقوة الأداء، أو يحد من اختيارات المستهلكين." كما اقترح بوش استخدام أنواع من الوقود البديل، مثل الإثانول بحلول 2017، وإنتاج ما يقارب ال 35 مليار جالون من تلك الأنواع. وفي يونيو الماضي، قال مديرو شركات جنرال موتورز وفورد وديملر كرايزلر إن عام 2010 سيشهد مضاعفة إنتاجهم من السيارات "مزدوجة الوقود" القادرة علي استخدام الوقود البديل، مثل الإثانول الممزوج بنسبة 15 % بالبنزين، وتصل نسبة الإثانول في المزيج إلي 85 %. وأنتج صانعو السيارات الأمريكية في ديترويت أكثر من خمسة ملايين سيارة "مزدوجة الوقود"، وقالوا إن حجم إنتاج هذا النوع سيصل إلي مليوني سيارة سنويا بحلول عام 2010. وأكد مسئولون في صناعة السيارات الأمريكية وجود نقص في محطات الوقود التي توفر مزيج الإثانول للمستهلكين. ولا تتجاوز نسبة محطات الوقود التي توفر هذا المزيج ال 1% من إجمالي محطات الوقود الأمريكية البالغ عددها 17.500 محطة. ومن ناحية أخري، أكد الرئيس والمدير التنفيذي لرابطة مصنّعي السيارات العالميين، مايك ستانتون، أن اقتراح بوش اتصف (بالحزم والطموح معا) وأن "قدرة صناعة السيارات علي مواجهة المطالب الجديدة بالاقتصاد في استخدام الوقود ستعتمد علي المهلة الممنوحة لصانعي السيارات، والإيقاع المتاح لتطبيق ونشر تكنولوجيا اقتصاد الوقود." ويرغب الرئيس الأمريكي أن تصل نسبة استهلاك الوقود إلي 27.5 ميل للجالون في سيارات الركاب. وتستطيع الشركات المصنعة البدء باتخاذ إجراءات الحد من استهلاك الوقود في السيارات التي يتم إنتاجها بدءا من عام 2010 بالنسبة للركاب، وبدءا من عام 2012 في الشاحنات الخفيفة.