ملت اتفاقية السلام السودانية التي تم التوقيع عليها في 19 9 يوليو الماضي بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان "الجيش الشعبي لتحرير السودان" العديد من القضايا أهمها تقسيم الثروة والسلطة، وقد جاء في البند "14 أ" واختص بالسياسة النقدية والبنكية وحركة النقد والقروض والسياسة المالية والبنكية، أن يكون هناك نظام مصرفي مزدوج في السودان إسلامي في الشمال وتقليدي في الجنوب كما نصت علي تأسيس بنك جنوب السودان خلال الفترة قبل الانتقالية. كما نص البند أيضا علي ان يقوم بنك السودان المركزي بإصدار عملة جديدة بدلا من الدينار السوداني، وحدد البند أن يكون بنك جنوب السودان مسئولا عن إقامة مؤسسات مالية في الجنوب والإشراف عليها والتصديق لأي مؤسسات مالية ترغب في العمل في الجنوب. وألزم البند ذاته البنك المركزي في الشمال والجنوب بتطبيق السياسات التي يصدرها بنك السودان المركزي في الخرطوم. وتطبيقا للاتفاقية تم افتتاح بنك جنوب السودان في مدينة جوبا ليساعد علي حفظ حسابات حكومة الجنوب وتلبية حاجة الجنوب من الخدمات المصرفية التقليدية ويتولي رئاسته إليجا ملوك نائب محافظ بنك السودان المركزي علماً بأن فرع جوبا تم إنشاؤه كفرع من البنك المركزي في عام 1960. ومن جانبها أكدت حكومة الجنوب أنها سوف تسعي إلي تكريس النظام التقليدي وانه علي البنوك الإسلامية ان تتحول إلي العمل بالنظام التقليدي أو ان تغادر إلي الشمال ومنحتها فترة انتقالية تتراوح ما بين 6 12 شهرا للبت في ذلك. وقد جاء في السياسة النقدية المعلنة لعام 2007 والصادرة عن البنك المركزي السوداني بأنه علي المصارف العاملة في الجنوب الاستعلام عن بيانات التمويل للعملاء من بنك جنوب السودان والذي يقوم ببناء قاعدة بيانات عن عملاء المصارف التقليدية في الجنوب، أما البنوك الأخري فتستعلم عن طريق قاعدة البيانات الالكترونية للبنك المركزي. وقد رأي عدد من الخبراء الاقتصاديين أن بنك جنوب السودان يواجه عدداً من التحديات وعلي رأسها انخفاض الوعي المصرفي وتدهور البنية التحتية هناك بسبب طول فترة الحرب. وأوضحوا أن نجاح البنك في تحقيق الاستقرار النقدي والاقتصادي بالنسبة لن يكون بالمسألة السهلة. جنوب السودان فرصة ذهبية للاستثمار يقدر إجمالي احتياطيات السودان من البترول بأكثر من 635 مليون برميل، لكنه ينتج حاليا 000.320 برميل يوميا، ووفقا لاتفاقية السلام المعلنة فقد استطاعت حركة الجيش الشعبي لتحرير جنوب السودان تأمين جزء كبير من أي عوائد بترولية في المستقبل وهذا يعكس حقيقة ان معظم الاحتياطات البترولية تقع في الجنوب وقد بدأت بالفعل أولي البنوك الاستثمارية التوجه إلي السودان بإنشاء بنك رأسماله مليار دولار وأعلنت ذلك شركة المجموعة الدولية للاستثمار بالكويت.