هذا العنوان ربما يكون تقليديا وغامضا وربما يطرح بعض الاستفسارات فنحن نعلم أن الثقافة أمر مرتبط بالناس فمنهم المثقف ومنهم من ليس كذلك ولكن هل يمكن أن ترتبط الثقافة بالمنظمة أو الشركة أو المؤسسة باعتبارها شخصا اعتباريا أم معنويا؟ وإذا صح أن للمنظمة ثقافة فهل تحتاج إلي إدارة؟ وكيف؟ تلك أسئلة أساسية تتعلق بالركن الثاني من أركان خمسة أطلقنا عليها الفروض الخمسة اللازمة لنجاح الشركة وهي تصميم التنظيم وإدارة ثقافة المنظمة وإدارة فريق العمل وإدارة المرونة وإدارة التقييم. ماذا نقصد بثقافة الشركة أو المنظمة؟ بشكل عام فإن ثقافة المنظمة تعني نموذج أو نمط الانتقادات والمواقف والافتراضات والقيم المشتركة التي تشكل الطريقة التي يتصرف بها الأفراد ويتفاعلون ويتأثرون في إنجازهم للأعمال والمهام المسندة إليهم. وقد تكون تلك الثقافة "عملية" إذا ما ساندت بشكل إيجابي إنجاز أهداف الشركة أو التنظيم وقد تكون تلك الثقافة غير عملية إذا ما اعترضت أن يعمل التنظيم بغالبة. وماذا نقصد بإدارة ثقافة المنظمة؟ تعني إدارة ثقافة أية منظمة أو شركة إما تعزيز وتقوية ثقافة عملية موجودة بالفعل أو تغيير ثقافة غير عملية "سلبية".. وهناك عدة اعتبارات حاكمة في إدارة ثقافة المنظمة في إطار هذا المفهوم وهي: أولا: الاعتبارات العامة: من الصعب تغيير ثقافات نشأت عبر سنين طويلة لأن تغيير الأفراد لاعتقاداتهم ومواقفهم التي استمرت طويلا ليس بالأمر السهل ومحاولة القيام بهذا الأمر غالبا ما تفشل.. ولذلك فإن ما يجب أن نسعي إليه هو تخفيض العوامل السلبية غير العملية وتأييد استخدام العوامل الإيجابية أو العملية. وما يجب ملاحظته هنا أن تغيير السلوك رغم صعوبته يمكن أن يحدث في بعض الظروف مثل الأزمات أو في بعض المواقف مثل تغيير الملكية أو مع بعض أنماط الإدارة مثل وجود قيادة مؤثرة وقوية وصاحبة رؤية متميزة. ثانيا: التحليل والتشخيص: يعد تحليل الثقافة وتشخيص ما يحتاج إليه العمل الإداري لإنجازه يمكن بلوغه بمراقبة وملاحظة السلوكيات التي تعكس القيم والمعايير السائدة في المنظمة ويمكن إجراء تلك المراقبة والملاحظة والتشخيص من خلال أساليب عديدة مثل التحليل البحثي والمقابلات والاستبيانات والمجموعات المركزية وهي مجموعات ممثلة عن العاملين بشأن اَرائهم في العمل وفي الشركة.. وكذلك من خلال ورش العمل ومسوح الاتجاهات. وعملية التحليل والتشخيص تلك هي عملية بالغة الأهمية وكثيرا ما يتم إهمالها ومن ثم قد تنتشر السلوكيات السلبية وتجنح المنظمة أو الشركة عن الطريق السليم ويتحكم فيها قواعد وسلوكيات تؤدي إلي إصابة العاملين بالإحباط ومن ثم السلبية والضياع.. وللحديث بقية بمشيئة الله