في إطار صراع بنوك الاستثمار علي الاستحواذ علي أكبر حصة من السوق عقب تحالف بعض الكيانات المصرفية القوية لتكوين كيانات أكبر ازدادت حدة المنافسة في السوق المصري وارتفع شعار "البقاء للأقوي". أجمع خبراء السوق علي أهمية تلك الاندماجات والتكتلات القوية خاصة بالمرحلة الحالية من عمر السوق التي من شأنها زيادة حدة المنافسة والقدرة علي دعم الأداء. دعوا إلي عدم اقتصار عملية الاندماجات أو الاستحواذات علي كتلة أو اثنتين فقط حتي تتيح الفرصة لظهور أكثر من قوة وحتي لا يكون هناك من يحتكر الأمور أو ينفرد بالقرارات في السوق. أشاروا إلي أن هذه التكتلات والتحالفات من شأنها زيادة المنافسة علي حصص السوق.. ومن المتوقع ان يشهد السوق منافسة حادة بين المجموعات الكبري وهي المجموعة المالية هيرمس برئاسة ياسر الملواني وحسن هيكل التي لم تعد اللاعب الوحيد في السوق، وتكتل التجاري الدولي ساويرس ودايناميك ومجموعة النعيم التي ستبرز بشدة خلال الفترة القادمة، وكذلك برايم والعضو المنتدب لها محمد ماهر التي حافظت علي مكانتها في السوق، بالإضافة إلي مجموعة إتش سي سكيورتيز برئاسة حسين شكري أي ان 5 مجموعات كبري تتنافس علي الحصة الأكبر محليا وإقليميا. أكبر شريحة أكد عصام مصطفي المحلل المالي ان بنوك الاستثمار تسعي إلي الاستحواذ علي أكبر شريحة ممكنة من العملاء والمستثمرين، خاصة أصحاب الملاءة المالية الكبيرة لاستقطابهم للاستثمار في البورصة، أو عن طريق تمويل للمشروعات الأخري، مشيرا إلي ان هناك منافسة كبيرة بين بنوك الاستثمار، خاصة بعد تحالف التجاري الدولي وساويرس ودايناميك. أوضح أن المنافسة تعزز من الإجادة في تقديم أفضل الخدمات للسوق، إذا ما تمت في إطار منافسة شريفة. أما إذا تحولت المنافسة إلي طرد الآخر. بأعمال تؤثر علي الثقة وتصب في إضعاف قدرة الآخر، قد تكون في غير صالح السوق وتكون المنافسة تجاوزت حدودها واتجهت للاحتكار لأكبر شريحة ممكنة من المستثمرين. أشار إلي ان وصول المنافسة لتلك الدرجة من التدني قد تساعدها البيئة العامة للسوق مع غياب الوعي وهذه المشكلة يجب إدراكها من الجهات المعنية. أضاف ان الرقابة قد تؤثر علي تلك المشكلات لتعقدها وتشابه العلاقة بين ما يراقب وبين من يتخذ القرار، وللدولة دور رقابي كبير جزء منه ارشادي، بالإضافة إلي وجود أصحاب القرارات في أماكن تجعلهم غير قادرين علي اتخاذ القرارات السليمة وتطبيقها بدون خوف أو تردد، للحفاظ علي مناصبهم. منافسة شرسة أوضح الدكتور عصام خليفة العضو المنتدب لشركة الأهلي لإدارة صناديق الاستثمار أن السوق مقبل علي مرحلة جديدة من المنافسة الشرسة تتزامن مع زيادة نضج واتساع حجم السوق. تتمثل المنافسة في صراع الكيانات الكبيرة المصرفية وهي بنوك الاستثمار خاصة بعد تحالف التجاري الدولي وديناميك وساويرس. أضاف ان الكيانات المصرفية الصغيرة لم يعد لها جدوي حاليا وستصبح غير قادرة علي المنافسة الفترة القادمة لأن المرحلة المقبلة من عمر السوق سترفع شعار "البقاء للأقوي" والبنوك القوية تتجه لتكوين كيانات ضخمة قادرة علي الأداء والمنافسة الشديدة وهو ما قام به بنك سوسيتيه جنرال والبنك التجاري الدولي المصري الأمريكي وعصر التحالفات سيكون له اليد الطولي في السوق المرحلة القادمة والاستحوذ علي أكبر حجم من السوق. طالب خليفة بضرورة ألا تقتصر عملية الاندماجات والتحالفات بين كتلة أو اثنتين فقط ولابد أن تكون هناك أكثر من قوة حتي لا تكون هناك قوة تحتكر وحتي يكون هناك شفافية في السوق وعدالة لمصلحة السوق. ضوابط مطلوبة أكد طارق كريم خبير مصرفي ومدير أحد البنوك ان هناك ضوابط كفيلة بأن يؤدي الدمج بين الكيانات المصرفية القوية إلي تحقيق الهدف المطلوب منه خاصة فيما يتعلق بتحسين الأداء وتطوير الخدمات وسلامة المعاملات وحقوق وواجبات المودعين المقترضين. أشار إلي ان البنوك تقوم بدراسة الأسواق والتعرف علي الخدمات المصرفية التي تقدمها المصارف العالمية والمنافسون حتي يتسني لهم تطوير الخدمة المقدمة إلي جانب تزويد العاملين بالمعلومات والمهارات اللازمة لتحقيق التنافس علي مستوي الصناعة المصرفية. أضاف ان عملية الاستحواذات والاندماجات التي شهدها السوق مؤخرا بين البنوك القوية من شأنها تدعيم مبدأ المنافسة الشريفة وزيادة عمق السوق وقوته بما يصب في النهاية في مصلحة السوق. توقع ان السوق مقبل علي مرحلة تتسم بالقوة في الأداء من جانب هذه الكيانات. كما ان البنوك تحاول جاهدة تطوير خدماتها وتقديم أفضل ما لديها كي تتماشي مع سرعة وأداء السوق. كما حاولت البنوك أيضا تطوير ثقافة البيع والتحول من نظام انتظار العملاء داخل الفروع إلي نظام البيع الحديث والبحث عن العملاء المستهدفين. وأكد أن أي اندماج من شأنه زيادة المنافسة في السوق نرحب به ونشجع عليه لأنه في صالح السوق والمنافسة مع وجود مجموعات قوية في السوق. صالح السوق أكد أشرف رضا مدير إدارة أمناء الحفظ والسجلات بشركة مصر للاستثمارات المالية ان التحالفات وتكوين كيانات كبيرة تصب في صالح السوق، للمنافسة إلي تقديم أفضل خدمة للعملاء والمستثمرين. أضاف إذا تحولت التحالفات إلي الاضرار بالطرف الآخر بأعمال تؤثر علي الثقة ستكون المنافسة في غير صالح السوق بالإضافة إلي الإضرار بالمتعاملين، وتجاوز حدودها للإضرار بالمناخ العام للاستثمار. ودعا إلي تدخل الجهات المعنية وتكاتفها لمنع تجاوز المنافسة إلي الإضرار بالسوق ومناخ الاستثمار والعمل علي توجيه المنافسة إلي مصلحة السوق والنهوض به من المحلية إلي الإقليمية ثم للعالمية. وأشار إلي ان المنافسة ستزداد علي حصص السوق في ظل تلك المجموعات والكيانات القوية مطالباً بأن تكون المنافسة بتقديم أفضل خدمة للسوق والعملاء.