مستجدات كثيرة شهدها سوق المال خلال الفترة الماضية ما بين موجة التصحيح القاسية بين فبراير ومايو الماضيين وتشديد الرقابة علي السوق وعلي كل صغيرة وكبيرة تحدث بين أروقته، وعلي المحللين الفنيين وتوصيات السماسرة وتعاملات مجالس إدارات الشركات. وكذلك اصدار الهيئة العامة لسوق المال لقرارات منظمة للسوق أهمها تنظيم عمليات شراء أسهم الخزينة وكذلك سوق خارج المقصورة والقواعد المنظمة لتأسيس عمليات شركات سمسرة جديدة وكان لابد من التحاور مع رئيس هيئة سوق المال الدكتور هاني سري الدين الذي واجه مسئوليات كبيرة وعبئا ثقيلا العام الحالي بشجاعة كبيرة وأعلن عن مواجهة أية تلاعبات بمنتهي الشدة ولم ينكر وجود أخطاء أحيانا تحتاج إلي تصحيح ولذلك طلبت من الدكتور هاني سي الدين موعدا لإجراء حوار معه. 3 كيلو مترات كعادته في الاستجابة السريعة لكل ما يخدم مصالح السوق والشفافية والعلاقة الوثيقة مع الصحافة وافق علي إجراء الحوار معه في مقر الهيئة في القرية الذكية. بعد يومين فقط من الاتصال في الساعة الرابعة عصرا ولم أستعد بتجهيز أسئلة كما كنت أعد نفسي في أعوام سابقة فقد أصبح السوق وهمه عملي اليومي حتي في أيام العطلات. وكانت المرة الأولي التي أدخل فيها لمقر القرية الذكية ولأنني لا أملك سيارة فقد اضطررت للمشي حوالي 3 كيلو مترات في شمس حارقة ورطوبة مرتفعة للوصول للهيئة. ولفت نظري تنظيم ومباني "لاند سكيب" علي مستوي أوروبي ولكنها كلها مبانٍ إدارية فقط، ولا توجد أي مصانع لإنتاج البرمجيات حسب تصوري المسبق عن القرية الذكية فقط مبانٍ إدارية تم تجميعها في مكان واحد بعيدا عن زحام القاهرة. ونظرا للمشوار الطويل الذي قطعته سيرا علي الأقدام للهيئة تأخرت عن موعدي حوالي 10 دقائق واستقبلني الدكتور هاني سري الدين بابتسامته المعهودة التي تسبقه وتواضعه الجم اعتذرت له عن التأخير لطول المشوار من البوابة وحتي مبني الهيئة فلم يصدق أنني لا أملك سيارة وعندما بدأنا الحوار طلب أن نجعله حواراً ودياً وليس صحفياً للتعرف علي ما جري من تطور في السوق والهيئة نحن كصحافة اقتصادية وخصوصا "العالم اليوم" نلمسه جيدا من التعامل اليومي مع مسئولي الهيئة واستمر الحوار من الربعة والنصف وحتي السادسة والنصف وعندما طلبت من الدكتور هاني سري الدين خبرا للجريدة قال ضاحكا لقد تحاورنا فترة طويلة ألا تستطيع أن تكتب هذا الحوار وأن تخرج منه خبرا وقررت فعليا أن أكتب الحوار من الذاكرة وقررت أن يكون نص الحوار كما جاء تلقائيا دردشة حول التطورات ونقاشاً حول الهموم والمشكلات التي يواجهها السوق بدون سؤال وجواب كما نفعل عادة في الحوارات الصحفية. النشرة الشهرية في بداية اللقاء هنأت الدكتور هاني سري الدين علي النشرة الشهرية التي أصدرتها الهيئة وأكدت له أنني أعتقدت أنها نشرة مثل سائر النشرات خصوصا وأن النشرة الشهرية للبورصة متميزة للغاية إلا أنني فوجئت أنها مختلفة تماما وتقدم كمية معلومات وتحليلات غير متوافرة لدي أي طرف من أطراف السوق ولكن من المفروض أن تقدم المعلومات بشكل أكثر تبسيطا مع جانب تقريري. أكد الدكتور هاني سري الدين أن مجموعة من أكفأ الموظفين في الهيئة قامت باعداد النشرة مشيرا إلي امتلاكها في الوقت الحالي لكوادر في قسم الافصاح والتداول والمتابعة لا تقل كفاءة عن أفضل الكوادر في شركات القطاع الخاص وأضاف أنه بجانب التحليلات التي ترصد العوائد والمخاطر والانحراف المعياري وأداء بعض الشركات تمت مقارنة السوق المحلي مع بعض الاسواق العربية والعالمية وقياس معدلات الارتباط وتم اصدار النشرة باللغة العربية والانجليزية. تدريب الصحفيين وأشار إلي أن التطوير وارد ولكنها النشرة الأولي وتمت صياغتها لتخاطب الصحافة المتخصصة والعاملين المتخصصين، وعلي الصحافة المتخصصة أن تبسطها للقراء والمستثمرين العاديين. فقلت للدكتور هاني أن بعض بنود النشرة صعبة حتي علي الصحافة الاقتصادية وأنه وعد سابقا بعودة برامج التدريب للصحفيين. فقال إن هذا حقيقي وأنه سيتم النظر في كتابة بعض التقارير وتطوير النشرة وأكد أن تدريب الصحفيين هو جزء من خطط التدريب والتوعية التي تقوم بها الهيئة وسيتم قريبا وأكد أن نشرة شهر يوليو الماضي في المطابع حاليا وستكون في السوق الاسبوع الحالي.