تصاعدت ردود الفعل الغاضبة أمس في أعقاب المجزرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية علي بلدة قانا في ثاني أبشع جريمة اسرائيلية تعرضت لها المدينة في عشر سنوات، وراح ضحيتها 57 شهيدا علي الأقل بينهم 26 طفلا. شهدت القاهرة مسيرة قادها عدد من أعضاء مجلس الشعب وانطلقت من أمام مقر البرلمان وحتي الجامعة العربية.. وسلم النواب مذكرة الي الامين العام عمرو موسي طالبت بتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك في مواجهة العدوان ضد الشعبين اللبناني والفلسطيني، كما دعت المذكرة الي قطع العلاقات مع اسرائيل وتقديم قادتها الي المحكمة الجنائية الدولية.. ونددت بجميع الفتاوي والادعاءات التي "تسعي لتوفير وتبرير الغطاء اللازم للعدوان الإسرائيلي علي لبنان".. وذكر وحيد الاقصري رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي الذي شارك في المسيرة انه اقام دعوي قضائية ضد الملوك والرؤساء العرب يطالبهم فيها بتفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك لمساندة لبنان وفلسطين، كما تم تفعيلها من قبل عام 1991 ابان الغزو العراقي للكويت، وقد حددت جلسة في الثالث من سبتمبر للنظر في الدعوي. من جهة اخري يتوجه اليوم وفد من الجامعة العربية برئاسة السفيرة نانسي باكير الامين العام المساعد للشئون الاجتماعية الي بيروت لتسليم شحنة ادوية ومواد غذائية الي وزارة الصحة اللبنانية بعد قرار مجلس وزراء الصحة العرب تقديم مساعدات عاجلة بقيمة 250 الف دولار. من جهة اخري استمرت عودة آلاف العاملين من لبنان الي مصر وسجلت السلطات المصرية دخول ما يزيد علي 13 الف مصري من جملة 25 الفا يعملون في شتي انحاء قري ومدن لبنان.. وأكدت عائشة عبدالهادي وزيرة القوي العاملة انها تبحث حالات هؤلاء العمال المضارين من الحرب ضد لبنان غير انها اوضحت انه لا وجود لأي نية لصرف تعويضات مالية لهم لكنها اكدت ان الاولوية لهم في فرص العمل الجديدة التي تلقتها الوزارة من عدد من الدول الخليجية خاصة في مجال البناء والتشييد. وتستمر من جهة اخري حملات لجمع التبرعات من عدد من المنظمات المصرية غير الحكومية لصالح منكوبي الحرب في لبنان، حيث اطلقت كل من نقابة الاطباء والصحفيين وجمعية الصداقة المصرية اللبنانية لرجال الاعمال برئاسة د.نجاد شعراوي حملات واسعة للتبرع من خلال حساباتها البنكية، كما فتحت نقابة المحامين الباب للتطوع وطالبت السلطات المصرية بالسماح للمتطوعين بالذهاب لمشاركة اللبنانيين دفاعهم عن الارض العربية، خاصة في ظل التوقعات الصادرة عن اسرائيل باستمرار عدوانها.. فقد ذكرت صحيفة هآرتس ان وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس قدمت "صفقة" تخلو من طلب وقف اطلاق النار من اسرائيل وتنسحب من مزارع شبعا وبالمقابل تنتشر قوة دولية في الجنوب اللبناني باشراف فرنسي تتراوح ما بين 10 و30 الف جندي - وفقا لهآرتس. وعلي صعيد اعمال الاغاثة استمرت الفرق في انتشال باقي الجثث بصعوبة شديدة وسط استمرار قصف المواقع المدنية، وحتي المستشفيات حيث ذكرت مصادر طبية في مستشفي بنت جبيل انها تعرضت لغارات عسكرية. وأعلن برنامج الغذاء العالمي فتح نقطة العريضة الحدودية بين سوريا ولبنان وهي الوحيدة المفتوحة التي تشهد نزوح الآلاف من اللبنانيين الي سوريا.. وقال عامر داودي منسق عمليات الطوارئ في البرنامج انه يوجد ما لا يقل عن 800 الف نازح في المدارس والملاجئ خاصة في قري صغيرة جنوب صور وهم في حاجة ماسة للمساعدات وتعجز قوافل الاغاثة عن الوصول اليهم. وفي الوقت الذي تجاوزت فيه اعداد الضحايا ال750 لبنانيا، اكد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة انه لا حديث بعد اليوم الا عن وقف فوري لاطلاق النار غير مشروط وتحقيق دولي حول المجازر الاسرائيلية وطالب مجلس الوزراء اللبناني في اجتماعه مساء امس بجلسة طارئة لمجلس الامن الدولي.. يأتي هذا وسط انباء عن الغاء وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس زيارة كان مقررا لها امس الي بيروت، امام تصاعد الرفض الرسمي والشعبي لاستقبالها.. حيث تظاهر اللبنانيون امام مقر الاسكوا التابع للامم المتحدة وحطموا محتوياته واشعلوا النار في اجزائه معبرين عن غضبهم من تخاذل المجتمع الدولي امام استمرار العدوان الاسرائيلي لاكثر من 20 يوما علي لبنان.. وطالبوا بطرد السفير الامريكي.