منذ أعلن رفضه كعضو معين في مجلس الشوري لصيغة تعديل المادة 76 من الدستور يثير د. أسامة الغزالي حرب الجدل في الساحة السياسية المصرية حتي أعلن استقالته من أمانة السياسات والحزب الوطني بأكمله وتأسيس حزب جديد في مصر تحت اسم "الجبهة الديمقراطية". وفي هذا الإطار واجهت "العالم اليوم الاسبوعي" د. الغزالي حرب بالعديد من الاسئلة التي تفرض نفسها عن الديمقراطية.. والإصلاح.. أكد أسامة الغزالي حرب في إجاباته مواقفه السابقة والحالية. ان الدعم الخارجي للاصلاح في مصر حاليا ايجابي في حين كان سلبيا في الفترة الماضية، وقال: "اهلا وسهلا" بالمساعدة الأمريكية من اجل تحقيق الاصلاح في مصر.. ومع السلامة اذا كانت لا تريد ذلك. كما تطرق الحوار الي مواقفه السابقة والحالية نحو الحزب الوطني الحاكم، والسلام مع اسرائيل وتخيله للتطبيع معها، وأكد أن عملية السلام حاليا في محنة ولكنه لابد ان يسود في النهاية. وهكذا جاءت المواجهة: * المبادئ المعلنة لحزب الجبهة الديمقراطية تنادي بها جميع القوي الوطنية.. فما الجديد في افكار الحزب وما الجدوي من انشائه؟ ** اذا رجعت لأهداف اي حزب سياسي في العالم ستجدها متشابهة حول نقاط معينة وهي الوصول للسلطة وتقديم افضل السياسات لتحقيق افضل حياة للمواطن وتنادي كل الاحزاب بالديمقراطية والعدالة، ولكن هل تمتلك القدرة والكوادر القادرة علي التنفيذ.. هذا هو الفرق فنحن نسعي لجذب افضل عناصر النخبة في كل مجالات السياسة العامة في مصر وضم الاغلبية العازفة عن المشاركة والتي مثلت نسبة 77% من المصريين في الانتخابات الأخيرة. * ركزت في أكثر من مرة علي اعجابك بقدرة الاخوان المسلمين علي الوصول للشارع ورغبتك في محاكاتهم.. فما خبرتك بالشارع؟ ** قدرتك في التعبير عن الناس ليست مرتبطة بأن تكون في الشارع وتتعامل معه، وانا بالطبع اقرب للنخبة السياسية ولست اقرب للعمل السياسي الميداني، فانا علي سبيل المثال، عضو معين بالشوري ولست منتخبا ولكني كنت رئيسا منتخبا للجمعية العربية للعلوم السياسية لعشر سنوات ودخلت انتخابات نقابة الصحفيين في اكثر من دورة وفي نشأتي كنت عضوا في منظمة الشباب واعتقلت مرتين عام 1972 و 1975 احداهما لعلاقتي بتنظيم الطليعة العربية وعضويتي في الحزب الشيوعي المصري. * وكيف تقوم بهذه الخطوة في الوقت الذي انتقدت جمال مبارك كقيادة سياسية بوصفك له بأنه معزول عن الناس؟ ** الوضع مختلف، واذا اردت ان تقول ان هناك تشابها "بين وضع ابن رئيس جمهورية واي فرد آخر فهذا توصيف غير دقيق انا أنتمي لحي شبرا وهو حي الطبقة المتوسطة. * ولكنك بعيد عنه الآن؟ ** ليس شرطا ان اعيش طوال عمري في شبرا حتي اقترب من الواقع السياسي في مصر وعموما نحن نحاول ان نكون حزبا قويا في الفترة القادمة مع الاحزاب القديمة والجديدة التي تسعي لتقوية نفسها فلا مجال للحديث عن الديمقراطية بدون احزاب قوية فقوة هذه الاحزاب ووجود حياة سياسية حقيقية هو الذي سينقذنا من الفوضي. التدخل الخارجي * قلت في إحدي مقالاتك "اذا كان الآخرون يطالبوننا بالاصلاح حماية لمصالحهم ودعما لأمنهم فلا بأس" ارجو تفسير هذه العبارة؟ ** اولا انا مقتنع بان الاصلاح لابد ان يتم من الداخل، ولا يمكن ان يتم لان الخارج يطالب به ورغم ذلك أري ان العوامل الخارجية اذا لم تكن موجودة فسوف يتم الاصلاح بشكل تلقائي ولو كانت موجودة فسوف تمثل عاملا ايجابيا خاصة وان مصر بسبب موقعها وتاريخها كانت دائما التطورات السياسية الداخلية فيها تتأثر بالاوضاع الخارجية، وكل حركة سياسية مهمة شهدتها مصر منذ بداية القرن العشرين، كان لها تأثر بالخارج وهذا التأثير منطقي ويحدث في العالم كله وليس في مصر وحدها. * الملاحظ أنك تركز في حديثك عن "الإصلاح من الخارج" علي الايجابيات فقط؟ ** دعم الخارج للاصلاح يعد في هذه اللحظة ايجابيا ولكن قبل ذلك كان سلبيا، فالسياسة الامريكية منذ الحرب العالمية الثانية حتي احداث 11 سبتمبر كانت تدعم القوي اللا ديمقراطية في المنطقة وكانت مصالحها تتطلب ذلك، فاتجهت الي دعم النظم المحافظة "كشاه ايران" مثلا او دعم بعض النظم العربية في مواجهة الرئيس عبد الناصر، وكان من حسن الحظ انها اكتشفت ان غياب الديمقراطية بعد 11 سبتمبر يضر بمصالحها الي درجة كبيرة. وفي تحليل السياسة الخارجية لا يوجد نوايا طيبة أو حسنة انما هي المصالح ومصالح في المنطقة تمثلت في البترول وأمن اسرائيل ومحاصرة الشيوعيين منذ الحرب العالمية الثانية وحتي التسعينيات، وعندما سقط الاتحاد السوفيتي في الماضي واكتشفوا بعد 11 سبتمبر ان كل هذه التيارات والانظمة هددت مصالحهم في بلادهم فتغير الموقف الي دعم الديمقراطية.