[email protected] أصبح إعداد وتأهيل الكوادر البشرية المحلية بما يتناسب مع احتياجاتنا الحالية والمستقبلية من أهم مقومات النهضة التكنولوجيا لبلادنا لاسيما وان الاستثمار في العقول هو استثمار في القيمة المضافة أو هو استثمار المستقبل كما يطلقون علية في الدول المتقدمة . ومؤخرا أصدر الرئيس حسني مبارك قراراً جمهورياً بإنشاء جامعة النيل بمدينة 6 أكتوبر في الشيخ زايد "جامعة لا تهدف للربح " وذلك ضمن خطة الدولة للتنمية التكنولوجية وخاصة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لإنشاء قاعدة علمية وتكنولوجية متميزة تعني أساساً بالبحث التطبيقي في كافة المجالات العلمية المتقدمة عبر إقامة علاقات شراكة وثيقة تبدأ مع الصناعة ومؤسسات الأعمال المصرية في مجال تكنولوجيا المعلومات وبالتعاون مع أكبر الجامعات ومراكز الأبحاث العالمية. ونحن بدورنا نري أن هذه الخطوة مهمة جدا نظرا لطبيعة المجالات التي ستعمل من خلالها تلك الجامعة فكلنا نعمل مدي احتياج الأسواق المحلية للعنصر البشرية المدربة والمؤهلة في مجالي التكنولوجيا والإدارة ولكن المهم ألا يكون هذا التوسع لادخار علوم جديدة نعاني من حالة تشبع منها في السوق المحلي وبالتالي يصبح بلا قيمة مضافة حقيقية ! كذلك نتصور أن هناك بعض المعايير التي يجب التركيز عليها عند إنشاء مثل هذه الجامعات الجديدة للتكنولوجيا أولها هو ضرورة أن يكون لهذه الجامعة خط واضح في نقل التكنولوجيا الحديثة والمتطورة ومساعدة طلابها علي متابعة احدث التطورات في هذا المجال وذلك من أما عن طريق الاعتماد علي الإنترنت أو البعثات أو استقدام الخبراء مع فتح قنوات اتصال مع كافة الشركات العالمية والمحلية العاملة في مجال التكنولوجيا بشكل عام . كما انه من الضروري أن تضع هذه الجامعة في اعتبارها احتياجات السوق المخلي من الموارد البشرية للسنوات القادمة والمستقبل المتوسط والبعيد بعيدا عن التركيز علي الأنماط التقليدية في التعليم أيضا مع وضع معايير جادة للالتحاق بتلك الجامعة حتي يمكن لخريجها أن يكون لهم قيمة مضافة عالية في الأسواق المحلية والعالمية . اعتقد أيضا أن إقامة مثل هذه الجامعات " من خلال كليات لهندسة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وكلية للدراسة العليا لإدارة التكنولوجيا بالإضافة لمراكز بحثية في البحوث والتطوير ومركز للأعمال الابتكارية والحضانات التكنولوجية ومركز للإبداع والملكية الفكرية " يمكنها أن تلعب دورا أساسيا لتلبية متطلبات منطقة الشرق الأوسط في مجالي الإدارة والتكنولوجيا وسد حاجة المؤسسات الإقليمية من تلك النوعية من الكوادر بدلا من الاعتماد علي الأسواق الخارجية وتحمل مبالغ مالية باهظة التكاليف . نريد كذلك من الجامعة الجديدة أن تحاول الاستفادة من الجانب التطبيقي لطلابها إذ ليس المهم أن يحصل الطالب علي أعلي التقديرات في الاختبارات النظرية والورقية وإنما المهم أن يكون لديه الخبرة العملية من خلال الدورات التدريبية التي يحصل عليها أثناء فترة الدراسة فالجانب العملي سيكون له دوره في ثقل خبرات طلاب الجامعة بشكل أسرع وأسهل . في النهاية نأمل أن نري جامعة "النيل" كجامعة متخصصة للتكنولوجيا التطبيقية والإلكترونيات وان تمثل إضافة حقيقية للعديد من الكليات والمعاهد التعليمية الموجود حاليا والتي تركز علي مجال إعداد الكوادر البشرية المحلية وإلا تكون مجرد جامعة ..!