في لقاء ساخن جداً جمع زهير جرانة وزير السياحة بأعضاء جمعية الكتاب السياحيين، تتحول إلي محاكمة من الكتاب السياحيين لمسئولي وزارة السياحة بسبب ما اعتبروه لا مبالاة اتسم بها المسئولون خلال الفترة الاخيرة في التعامل مع العديد من القضايا التي أثيرت ولم تلق أي ردود منهم وكأنهم في واد آخر، بالاضافة إلي استياء الصحفيين من ندرة المعلومات حول أنشطة الوزارة وعدم وجود آلية لتدفق المعلومات للصحف. وبدأ اللقاء بما أثاره مجلس الشعب مؤخراً حول فشل حملة "نورت مصر" واهدار 40 مليون دولار علي الاعلام الخاص بالحملة حيث أعلن زهير جرانة انه رغم الانتقادات الشديدة التي تعرضت لها الحملة للترويج السياحي فقد نجحت في زيادة الحركة السياحية الوافدة من الدول العربية بنسبة 15%، مشيراً إلي أن مبلغ ال 40 مليون دولار هو التكلفة الاجمالية للحملة وليس الاعلان فقط. وقال أحمد الخادم رئيس هيئة تنشيط السياحة إن الاعلان تكلف فقط 6.3 مليون دولار كما انه تم وقف الفيلم الخاص بظهور الفنانين في الاعلان لأنه لم يعجب البعض مع استمرار فيلمين في 11 قناة فضائية عربية. وقال الوزير إن حملة التوعية السياحية والترويج السياحي لمصر في الدول العربية تعرضت لكثير من الانتقادات نتيجة لسوء فهم البعض لطبيعة الحملتين والخلط بين حملة الترويج الدولية التي تنفذها في مصر في جميع دول العالم وبين حملة التوعية التي تستهدف المواطن المصري، وأشار إلي أن الحملة يتم تنفيذها لمدة خمس سنوات لا يمكن تقييمها بعد شهرين فقط. واعترف جرانة بتدني نسب الاشغال في السياحة النيلية "الفنادق العائمة" بسبب عدم الانتهاء من أعمال تطهير المجري الملاحي بالاضافة إلي وجود اخطاء في التسويق من خلال اعتماد بعض الشركات علي سوق واحد وعندما يحدث اهتزاز لهذا السوق تتأثر المحركة الوافدة، مشيرا إلي انه من الخطأ وضع امكانياتنا في الترويج السياحي كلها في سلة واحدة. أوضح جرانة ان الحركة السياحية خلال هذا العام تأثرت بطريقة محدودة فالالغاءات لا تتجاوز 2%، مشيرا إلي أنها بلغت خلال النصف الأول من العام الحالي 4 ملايين و346 ألف سائح بزيادة 84 ألف سائح عن العام الماضي وذلك رغم الاحداث التي أثيرت علي الحركة السياحية وعلي رأسها كأس العالم الذي حظي باهتمام الأوروبيين والذين يمثلون السوق الرئيسية المصدرة للسياحة إلي مصر. وقال جرانة اننا نواجه منافسة حادة من دول كثيرة في المنطقة، مشيرا إلي أن اليونان رفعت ميزانية الترويج السياحي من 20 مليونا إلي 120 مليون يورو وقامت تركيا بتخفيض أسعارها علاوة علي قربها من أوروبا مما زاد نسبة الاقبال عليها. وكشف الوزير عن مشروع سياحي جديد يجري الاعداد له حاليا بمنطقة الساحل الشمالي علي مساحة 100 مليون متر مربع يتضمن فنادق وشققاً فندقية ومولات وأماكن ترفيهية، وسيتم الاعلان عنه في سبتمبر القادم، مشيراً إلي أنه تم طرح كراسة المواصفات الخاصة لمخطط تنمية الساحل الشمالي 65 كم2 التابع للهيئة العامة للتنمية السياحية أكثر من مرة إلا أنها فشلت نتيجة لعدم توافر الشروط والاجراءات الخاصة بها، إلا أنه في الأيام الأخيرة تم التعاقد مع احدي الشركات لتنفيذ المخطط وسيتم الاعلان عنه قريباً. وحول ما تردد مؤخراً عن وجود بعض المخالفات المالية في بعض الهيئات التابعة لوزارة السياحية أوضح جرانة أن هناك أجهزة رقابية تعمل بصفة مستمرة وتراقب كل صغيرة وكبيرة، وأن هذا الموضوع ليس من اختصاصه.