شهد نهاية الاسبوع الماضي محاولات من جانب اسواق الخامات لتعويض الخسائر الحادة التي منيت بها يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين نتيجة لعمليات البيع الواسعة التي سادت اسواق المال وسط تزايد المخاوف من استمرار توجه البنوك المركزية في الولاياتالمتحدة واوروبا نحو رفع سعر الفائدة لاحتواء الضغوط التضخمية الآخذة في التنامي. ورغم تلك المحاولات لم تنجح ايا من الخامات في التعافي التام من اسوأ تراجع لها في شهرين في اول اسبوع التعاملات. ودفع الاقبال الهائل علي البيع بعض المحللين الي التوقع بان فترة ازدهار الخامات التي امتدت طوال خمسة اعوام انتهت بالفعل. المعادن و ارتفعت اسعار الذهب ب7 دولارات الي ما بين 573.50 و574.20 دولار للاونصة صعودا ب 5 % من ادني مستوياتها في ثلاثة اشهر في اول الاسبوع. الا ان اسعار المعدن الثمين ما زالت اقل ب 5 % من مستوي اغلاقها الاسبوع قبل الماضي. وتجدر الاشارة الي ان الذهب سجل تراجعا حادا منذ مستوي الذروة الذي حوم عنده في مايو عندما سجل730 دولارا للاونصة الاعلي منذ 26 عاما. اما الفضة فمنيت بتراجع اكبر حيث انهت تعاملات الاسبوع عند 10.14 دولار للاونصة نزولا ب10 % من قيمتها في الاسبوع السابق. في الوقت نفسه اضافت عقود النحاس الآجلة لثلاثة اشهر 30 دولار مرتفعة الي 7025 دولارا للطن يوم الجمعة لكنها ما زالت ادني ب175 دولارا من الجمعة قبل الماضي بعد ان خسرت نحو 11% خلال مطلع الاسبوع. وعزز ارتفاع النحاس في النصف الثاني من الاسبوع المخاوف من اضطراب امدادات المعدن الاحمر مع تزايد احتمالات تنظيم اضرابات من قبل عمال المناجم مع اقتراب موعد تجديد العديد من عقودهم في الامريكتين. وعلي صعيد المعادن الاخري كان البلاتين الوحيد الذي لم يسجل ارتفاعا الجمعة حيث انخفض ب16.3 دولار الي 1144.6دولار للاوقية فيما اضاف البلاديوم 25 سنتا مرتفعا الي 306.05 دولار للاوقية. الخامات الزراعية ولم يقتصر التقلب الذي شهدته الاسواق في الفترة الاخيرة علي المعادن فحسب بل امتد الي فئة مهمة اخري من الخامات وهي الخامات الزراعية. وفي هذا الصدد اظهر احدث تقرير لمنظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة ان التوترات السياسية علي مستوي العالم والزيادة الحادة في تكاليف الطاقة دفعت باسواق المنتجات الزراعية الي الارتفاع هي الاخري طوال العام الماضي. وجاء هذا الصعود ايضا استجابة للعديد من الكوارث الطبيعية مثل الاعاصير المدمرة وانتشار الاوبئة الحيوانية القاتلة. وتوقع التقرير مواصلة السلع الزراعية اتجاهها الصعودي في الاشهر المقبلة. ارتفاع فاتورة الواردات وتتوقع ارتفاع فاتورة واردات الاغذية العالمية بأكثر من 2 % في 2006 مقارنة بالعام الماضي مع تركز الزيادة الاكبر في الحبوب والسكر والاصغر في اللحوم. ومن المتوقع ان تسجل الدول النامية النسبة الاكبر من الارتفاع وتقدر ب 3.5 % لانها تستقبل الحصة الاكبر من الواردات الغذائية مقارنة بنظيراتها المتقدمة. قمح ووفقا للفاو يتوقع ان يشهد العالم تراجعا بنحو 10 مليون طن من انتاج القمح هذا العام مع توقع صعود الطلب عليه في عام 2006 / 2007 الي 110 ملايين طن. وتنبأت ايضا بانخفاض حاد في حجم المخزون الي جانب تراجع في نسبة المخزون الي الاستخدام الي 25% فيما يعد ادني مستوياتها في اكثر من ثلاثة عقود. ومن المنتظر ان تحتفظ اسعار القمح بعاملي الارتفاع والتقلب في الموسم الجديد مع الوضع في الاعتبار الا تطرأ ظروف مناخية غير متوقعة. حبوب ومن المنتظر ايضا ان تواصل اسواق الحبوب الخشنة صعودها الحاد نظرا لاستخدامها في صناعة الايثانول الذي يزداد الطلب عليه كوقود بديل وتراجع الصادرات العالمية منها. ويتوقع ان ينخفض انتاج العالم من الحبوب الخشنة ب13 مليون طن في 2006 رغم توقع احتفاظ حجم التجارة فيها بقوته عند 105 ملايين طن في العام الجاري 2006/ 2007. ووفقا لمؤشرات الانتاج الحالية سيكون هناك هبوط حاد في المخزونات العالمية وتدن قياسي لنسبة المخزون الي الاستخدام لتصل الي 15%. سكر وانتقالا الي خام آخر علي درجة عالية من الاهمية شهدت اسعار السكر اعلي ارتفاع لها في 25 عاما في فبراير 2006 عندما تجاوزت اسعار السكر الخام 19 سنتا امريكيا للرطل. وكان وراء هذا الصعود الارتفاع القياسي لاسعار البترول مما عزز الطلب علي الايثانول الذي يعتبر السكر احد اهم مصادر الحصول عليه الي جانب نقص الامدادات العالمية للعام الثالث علي التوالي. و توقع تقرير المنظمة العالمية صعود انتاج السكر في 2005/ 2006 ب3% الي 149.7 مليون طن مع ارتفاع الاستهلاك ب2% الي 149.9 مليون طن. وستأتي الزيادة الاكبر في الاستهلاك من جانب الدول النامية خاصة تلك التي تتمتع بايقاع نشط للنمو الاقتصادي مثل الصين والهند. اما معدل الاستهلاك في الدول المتقدمة فسيظل مستويا نتيجة لانخفاض معدل النمو السكاني بها وزيادة نزعة سكانها الي الانظمة الغذائية المضادة للسمنة. وتتوقع الفاو ان تظل اسعار السكر خلال بقية العام عند مستوياتها الحالية. لحوم اما اسواق اللحوم التي شهدت اضطرابات كثيرة هذا العام نتيجة اجتياح العديد الامراض الحيوانية مثل انفلونزا الطيور والحمي القلاعية وجنون البقر بعد تعافي نسبي في 2005 فمن المتوقع ان تواصل عدم استقرارها. وتري الفاو ان التوقعات بتدني استهلاك اللحوم الي ادني مستوياته في 25 عاما وغموض اتجاهات الاسعار والقيود التجارية المتزايدة علي القطاع ستهوي بانتاج اللحوم العالمي الي 272 مليون طن هذا العام. في نفس الوقت سيشهد حجم التجارة بها ارتفاعا طفيفا عن المستوي الحالي البالغ 20.5 مليون طن نتيجة ضعف الطلب بالاسواق الرئيسية علي واردات الدواجن وقوانين الحظر المتعلقة بالامراض الحيوانية والتي فرضتها العديد من الدول.
