[email protected] تحدثنا أمس عن القناعة التي باتت لدي الجميع بضرورة إعادة هيكلة العملية التعليمية برمتها ومن البداية وليس تغييرا فوقيا وأن تكون عملية التغير شاملة جميع المراحل والمحتوي التعليمي وكذلك إعادة تأهيل وإعداد المعلم ليس فقط علي شرح المناهج الجديدة وإنما الاستفادة من الأدوات التكنولوجية الحديثة في تطوير آليات التفاعل فيما بينه وبين الطلبة بعيدا عن الاعتماد علي مفهوم التلقين والذي يعد الآفة الرئيسية لقتل روح الإبداع والمشاركة لدي الطلبه بجميع فئاته الدراسية. وفي ظل الحديث عن أهمية التعليم المستمر وأن التعليم يجب أن يكون للجميع باعتباره أحد المحاور الرئيسية لمبادرة التعليم التي أعلنتها مؤخرا السيدة سوزان مبارك خلال فاعليات المنتدي الاقتصادي العالمي دافوس نتصور أم هناك فئة مهمة جدا من أطفالنا لا يجب ألا نسقطها من حساباتنا ونحن نستعد لبناء مواطن قادر علي التعامل مع أدوات العصر الحالي والمستقبل -الكمبيوتر والانترنت- وتتمثل هذه الفئة فيمن يطلق عليهم أطفال الشوارع والذين تسربوا من النظام التعليمي إلي سوق العمل وهؤلاء الأطفال لا ذنب لهم في ظروفهم التي دفعت بهم إلي الشارع وتخلي عنهم آباؤهم بعيدا عن دفء الأسرة والعائلة وبالتالي فإن حرمانهم أيضا من التعليم يعني أن المجتمع يتخلي عن واجبه تجاه أبنائه وهو ما سيؤدي في المستقبل إلي تحول هؤلاء الأطفال إلي قنابل موقوتة ستنفجر حتما في المجتمع الذي رفض مد يد المساعدة لهم واحتضانهم في طفولتهم. ومؤخرا بدأت وزارة التربية والتعليم في تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع القومي لمدارس أطفال الشوارع في 5 محافظات الدقهلية والشرقية والقليوبية وبورسعيد وبني سويف بالإضافة إلي استكمال خطة المشروع في المحافظات التي شهدت تنفيذ المرحلة الأولي وهي القاهرة والجيزة وسوهاج وأسيوط والإسكندرية والفيوم وتقرر إنشاء مدارس ذات طبيعة خاصة تلائم تعليم أطفال الشوارع وكذلك تحديد مناهج التعليم المناسبة. ونعتقد أن مثل هذه المدارس في حاجة ماسة لوضع برنامج تدريبي للمعلمين من حيث تدريس المناهج الخاصة بأطفال الشوارع والتدريب علي الحاسب الآلي وتنمية مهارة المتدربين في إدارة الفصل. كذلك من المهم أن يكون هناك نوع من التنسيق والتعاون بين هذه المدارس والجمعيات الأهلية العاملة في أماكن عمل هذه المؤسسات بما يسهل الوصول والتعرف علي هؤلاء الأطفال وتقديم الرعاية الاجتماعية لهم بما يضمن التزامهم بالاستمرار في العملية التعليمية وإقناعهم نفسيا بأن هذا هو الأسلوب الأمثل لتوفير حياة كريمة لأطفال الشوارع وتسليحه بالعلم والتعليم كما حددت الوزارة المستهدفين من هذا المشروع وهم الأطفال الذين تسربوا من النظام التعليمي إلي سوق العمل أو من فقد المأوي العائلي. ونأمل أن يتم التوسع في المشروع بحيث يكون بداخل كل مدرسة فصل دراسي مزود بجهاز كمبيوتر وانترنت يسعي إلي تهيئة كل الظروف التي تمكن هذه الفئة من أطفالنا من مواصلة التعليم مع أقرانهم في نفس المرحلة العمرية وتقديم للرعاية التي يحتاجون إليها وإكسابهم المهارات الكافية بما فيها التعامل مع الكمبيوتر والانترنت لمواجهة ظروف الحياة وتلبية احتياجات سوق العمل من العمالة الفنية الماهرة.