أعلن عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الاتحاد الأوروبي سيعقد غداً في بروكسل اجتماعاً علي مستوي الخبراء تشارك فيه الجامعة العربية بالإضافة لبعض الدول العربية والأوروبية لبحث آلية يمكن من خلالها توصيل الأموال والمعونات للشعب الفلسطيني للحد من تدهور الوضع الإنساني بسبب الحصار الاقتصادي المفروض عليه. وقال موسي في مؤتمر صحفي عقد أمس علي هامش المنتدي الاقتصادي العالمي دافوس في شرم الشيخ إن الجامعة العربية تلقت تبرعات من الحكومات العربية تراوحت ما بين 70 و 80 مليون دولار إضافة إلي تبرعات أخري من المواطنين بلغت نحو 10 ملايين جنيه. وقال إنه علي الرغم من الجهود التي بذلها في محاولة لتوصيل هذه المساعدات للحكومة الفلسطينية إلا ان البنوك امتنعت عن توصيلها نتيجة للضغوط المفروضة عليها. وقال إن هناك اتجاهاً للسماح بدخول هذه الأموال لتدبير الاحتياجات الإنسانية من الأدوية والأغذية، ودفع مرتبات العاملين، مؤكداً علي ضرورة توصيل هذه المساعدات بأقصي سرعة ممكنة لمنع تفاقم الوضع في الضفة الغربية وغزة. ونفي موسي ما يتردد عن ان عمليات الإصلاح في المنطقة هي سبب عدم الاستقرار، مؤكداً ان عمليات الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي في المنطقة لا ينبغي ان تنتظر حل المشاكل التي تتعرض لها المنطقة. وأكد ان التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتنمية التجارة البينية والاستثمار والخدمات بين الدول العربية كلها أمور مهمة تتطلب مزيداً من الاهتمام من قبل الجامعة العربية باعتبارها منظمة إقليمية. وشدد علي ان الجامعة العربية لم تقم فقط من أجل القضية الفلسطينية وإنما قامت لتحقيق التكامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي بين الدول العربية بدليل ان الوثيقتين الرئيسيتين في تاريخ الجامعة العربية تتعلقان بميثاق الجامعة والدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي والاجتماعي. وأضاف ان القضايا الاقتصادية تزيد في أهميتها عن القضايا السياسية وأوضح ان التجارة البينية بين الدول العربية زادت بعد تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة العربية الكبري، والتي بدأ تطبيقها منذ بداية العام الماضي. وقال إنه تمت حالياً استكمال التفاوض حول تحرير التجارة في الخدمات بين الدول العربية. وحول ملف التعليم قال موسي إنه التقي نهاية الأسبوع الماضي بمدير عام منظمة اليونسكو في باريس، وانه دعا رؤساء المنظمات الثقافية والتعليمية الدولية والإقليمية للاجتماع والإعلان عن بدء إعداد دراسة شاملة حول هذا الملف تقدم توصياتها للقمة العربية القادمة مؤكداً علي ان مستوي التعليم في العالم العربي مازال غير قادر علي مسايرة متطلبات المرحلة القادمة. وحول العلاقات العربية التركية قال موسي إن تركيا دولة مهمة تتمتع بثقل سياسي كبير في منطقة الشرق الأوسط، وان العلاقات العربية التركية ينبغي ان تصل لأعلي مستوياتها. وأشار إلي ان هناك ترحيباً حقيقياً بالتعاون مع الاتراك حول قضايا الشرق الأوسط، وفي إطار التعاون بين دول البحر المتوسط. وقال إن تجاهل الوضع النووي الإسرائيلي والإصرار علي إبعاده والتركيز علي البرنامج النووي الإيراني يمثل سياسة لا تتمتع بالمصداقية أو التأييد في الشرق الأوسط. وشدد علي ان المنطقة ليست في حاجة إلي أي برنامج نووي عسكري سواء كان إيرانياً أو إسرائيلياً أو غيره، وإنما من حق أي دولة خاصة الدول المنضمة لمعاهدة منع الانتشار النووي ان تستفيد من البرامج النووية السلمية وهو حق لا يتم ممارسته حالياً. وقال إن من حق إيران حاليا ان تستمتع وتستفيد وتمارس الاستخدامات السلمية للطاقة النووية. وقال إنه في حالة وجود برنامج نووي عسكري فإنه ينبغي اللجوء للمعلومات الموثقة الصادرة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وليس إلي معلومات غير مؤكدة. مشيراً إلي انه ثبت بالدليل القاطع في حرب العراق ان هناك معلومات مغلوطة قصداً وعمداً هي التي استندت عليها القرارات ضد العراق. وقال موسي إنه ينبغي ألا تكرس التجارب النووية وما يرتبط بها من علوم عند دولة واحدة لأن هذا ليس في صالح المنطقة. وقال إن هدف الدول العربية إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط، وان هذا الأمر ينبغي ان ينطبق علي الجميع دون استثناء "إسرائيل الأردن إيران مصر وغيرها". وشدد موسي علي ضرورة العمل علي إعادة بناء العلاقات السورية اللبنانية في إطار عربي.