عاودت أسعار البترول انخفاضها لأقل من 73 دولاراً للبرميل مرة أخري بعد يوم من الارتفاع الكبير الذي سجل في التعاملات، بسبب تزايد القلق الدولي من تجدد الاضطرابات في نيجيريا، التي تعد واحدة من أكبر الدول المنتجة للبترول.. وهبط سعر الخام الأمريكي الخفيف للتعاقدات الآجلة لشهر، بمقدار 38 سنتاً للبرميل، الذي انخفض سعره إلي 72.94 دولار، في بورصة نيويورك للتعاملات الالكترونية. وكانت مصادر أمنية في نيجيريا قد أعلنت الخميس أن مسلحاً قام باختطاف اثنين من العمال الأجانب علي الأقل، من العاملين بقطاع النفط، في ميناء بورت هاركورت النيجيري البترولي بعد يوم من هجوم تعرض له عمال آخرون. وجاءت عملية اختطاف العاملين الأجانب بعد يوم من مقتل مسئول بترولي أمريكي بالرصاص أطلق عليه شخص مسلح النار، أثناء توجهه إلي عمله في سيارته، في المدينة نفسها. وأدت هذه الأحداث إلي تزايد المخاوف بشأن استقرار الإمدادات من ثامن أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، فضلاً عن استمرار توقف نحو ربع إنتاج البلاد بسبب الاضطرابات التي تعصف بها. وكانت أسعار العقود الاَجلة للبترول الخام الأمريكي والبنزين قد أغلقت، علي ارتفاع كبير في بورصة نايمكس، حيث أحيت أحداث العنف في نيجيريا، المخاوف من نقص إمدادات الوقود في الولاياتالمتحدة، بالرغم من ارتفاع المخزونات الأسبوع الماضي. واعتبرت وكالة الطاقة الدولية أن ارتفاع أسعار البترول إلي مستويات قياسية يحد من نمو الطلب علي استخدام الوقود بالولاياتالمتحدة أكبر مستهلك في العالم، ويخفف الضغط علي منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لزيادة الإمدادات هذا العام. وأوضحت الوكالة التي تقدم المشورة ل 26 دولة صناعية في تقريرها الشهري أن اعتدال الطقس بفصل الشتاء، وتراجع الطلب من دول الاتحاد السوفييتي سابقا، وتباطؤ النمو في استخدام الطاقة بالولاياتالمتحدة، قد يخفض الحاجة لبترول أوبك. وخفضت الوكالة تقديرها لنمو الطلب العام الجاري بنحو 220 ألف برميل يوميا إلي 1.25 مليون، وخفضت تقديرها لاحتياج العالم لبترول أوبك بنحو 200 ألف برميل يوميا إلي 29.2 مليون هذا العام. ورغم ضخ أوبك للبترول الخام بكامل طاقتها تقريبا فإنها لم تتمكن من الحد من ارتفاع الأسعار التي تجاوزت 70 دولارا، وسط مخاوف من تعطل الإمدادات من منتجين كبار مثل إيران (بسبب أزمتها النووية مع الغرب) ونيجيريا (بسبب أعمال العنف). وتزامن صدور تقرير وكالة الطاقة الدولية مع تراجع أسعار مزيج برنت خام القياس الأوروبي والخام الأمريكي الخفيف في التعاملات المبكرة، لكن من المتوقع أن تظل حركة الأسعار مضطربة في حين ينصب اهتمام التجار علي الضغوط علي العرض وعمليات شراء من جانب صناديق استثمار.