[email protected] إلي أي مدي تستطيع أن تثق أن معلوماتك في أمان؟ سؤال يشغل بال القائمين علي شبكات المعلومات بمختلف مؤسساتنا التي تتعامل مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتي تستعد لدخول مرحلة الاقتصاد الرقمي.. ففي عالمنا الراهن الذي يدور بأسره حول محور يتمثل في الاستجابة لمطالب العميل ويتميز بالوصول الآلي إلي المعلومات والاتصالات المستمرة بات يشكل عنصر تأمين تداول البيانات هاجسا نفسيا لا يمكن تجاوزه أو تجاهله لدي جميع مستخدمي الأدوات التكنولوجية. وتحدثنا عن أهمية وجود مبادرة " مصر أمنة عبر الانترنت " تشارك فيها جميع الجهات المعنية بالتنمية التكنولوجية سواء علي المستوي الحكومي أو شركات الانترنت وتكنولوجيا المعلومات المحلية والعالمية إذ إن أحد أهم التهديدات التي تواجه أمن المعلومات أنها: مشكلة متجددة وليس من السهل تحديدها وأنها تحدث مرة واحدة وتتم معالجتها وينتهي الأمر. فمن المتصور أن مواجهة مشكلة أمن المعلومات تقتضي عملية متواصلة ينبغي تحسينها بشكل مستمر عن طريق التدقيق ومراجعة حقوق الاطلاع علي المعلومات وتطوير أدوات جديدة ، وإدخال تغييرات متواصلة علي أساليب تخزين البيانات ، ولعل هذا هو السبب في أن العديد من الشركات تتغافل عن الاهتمام الواجب بمسائل أمن المعلومات إلي أن تفاجأ بوقوع أزمة، وربما يكون قد آن الأوان لان ينتقل تركيزنا من مجرد التوعية بأمن المعلومات الي اتخاذ تحركات فعلية ، إذ إن الحماية من إختراقات أمن المعلومات تتطلب استثمارات في التكنولوجيا والخدمات وتدريب الأفراد ،كما تتطلب إدخال تعديلات في ثقافة العمل التي تتبعها الشركات وكل ذلك لابد من القيام به الآن وليس غداً. وفي هذا الصدد، كشفت دراسة مسحية عالمية أجرتها " تريند مايكرو " المتخصصة في برامج امن المعلومات " شملت الشركات والمؤسسات والمستخدمين النهائيين " أن 39% من المشاركين يعتقدون أن تقنية المعلومات لم تفعل كل ما يجب فعله لحمايتهم من البرمجيات التجسسية والبرمجيات الخادعة. كما أظهرت دراسة أجرتها مؤسسة الدراسات المستقلة المرموقة IDC أن البرمجيات التجسسية تمثل ثاني أهم تهديدات لأمن المعلومات بالنسبة إلي الشركات المشمولة بالدراسة أضحت التهديدات التي تحيط بالهواتف النقالة تزايد يوماً بعد آخرإذ أظهرت الإحصاءات أن عدد التهديدات المؤذية التي استهدفت الهواتف المحمولة في عام 2005 وصل إلي 5938 تهديداً مقارنة مع 1526 تهديداً في عام 2004. وعلي المستوي المحلي، قامت مؤخرا شركة "لينك دوت نت " المتخصصة في مجال تقديم خدمات الانترنت بإطلاق حملة مجانية موسعة لمستخدمي الانترنت للكشف علي أجهزة الكمبيوتر والتخلص من الفيروسات وبرامج التجسس الموجودة علي جهاز الكمبيوتر وهذا هو ما يمكن ان يكون نواة لاطلاق مبادرة قومية يشارك فيها - مع تضافر جهود السلطات الحكومية والشركات -المستخدميون أنفسهم لضمان أكبر قدر من أمن المعلومات المتداولة عبر شبكات المعلومات. نعتقد انه علي كل منا أن يضع تقييماً مستمراً لكل المعلومات؛ ذات القيمة سواء علي مستوي الافراد أو المؤسسات وأن يحدد من الذين تقتضي طبيعة أعمالهم استخدام تلك المعلومات وان يحدد كيفية تأمين تلك المعلومات؛ لأنك إذا وضعت معلوماتك علي خادم الإنترنت أو معلومات عبر عميل بعيد علي الإنترنت فسيستطيع أحد مخترقي الشبكات" hackers " الوصول إليها وتصفحها مرة واحدة علي الأقل كل يوم ، حتي وإن كنت تتصور أنك أو شركتك شركة مغمورة لا يسمع عنها كثيرون . وبالتأكيد في عالم المعلومات لم يعد الحديث عن التأمين الكامل لشبكات المعلومات حديثا موثقا به ولكن لا يعني ذلك عدم القيام بدورنا والبقاء في حالة انتظار دائم . للحديث بقية ..