شهدت سيناء احداثا دامية للمرة الثالثة خلال عام واحد.. وكانت الاحداث في كل الحالات تستهدف الاماكن السياحية في طابا وشرم الشيخ ودهب واخيراً رفح.. وهكذا اطل الارهاب مرة اخري بعد سنوات كانت مصر من اكثر دول العالم التي تحملت خسائر كبيرة بسبب هذه الظاهرة.. ولا شك ان هذه العودة ترتبط بظروف دولية واخري محلية ولكن ينبغي ان نعالج الموقف بقدر من الحكمة.. ان ما حدث في سيناء يتطلب من الحكومة ان تنظر الي هذه المنطقة من مصر نظرة اخري.. انها ليست مجموعة فنادق واماكن سياحية تنفصل تماما عن واقع اجتماعي وحضاري بعيد تماما عن كل ما يجري في هذه المناطق.. يجب ان تدرس الحكومة الاحوال الاقتصادية لاهالي سيناء وقبائلها وظروفها الحياتية لا يكفي ان نحتفل كل عام بعودة سيناء ونضع الزهور علي تمثال الجندي المجهول.. ان سيناء لم تأخذ حقها كاملا في السنوات الاخيرة في التنمية الحقيقي الا اذا اعتبرنا ان المناطق السياحية هي اخر المطاف بالنسبة للحكومة.. في سيناء مساحات شاسعة من الاراضي الصالحة للزراعة وفيها مياه النيل من خلال ترعة السلام وفيها المعادن والاماكن التاريخية وفي سيناء ايضا صناعات يدوية تقليدية يجب ان نشجعها ولا يعقل ان نكتفي بهذا الشريط الازرق علي شواطئ شرم الشيخ وطابا ودهب وغيرها ان هناك عملية تسلل واضحة للظروف التي يعيشها بدو سيناء ويجب ان ندرسها.. وهناك عمليات تفتيش عن مجرمين وهاربين قد تحدث فيها تجاوزات امنية خاصة في عمليات البحث عن الجناة في التفجيرات التي تمت في طابا وشرم الشيخ ان الاعتداء علي شخص واحد برئ يمكن ان يثير مشاعر كثيرة خاصة ان العلاقات الاسرية بين القبائل في سيناء لها تاريخ طويل يجب ان نكون علي وعي كامل به. هناك ثغرة ما تتسلل منها قوي شريرة تتربص بمصر ويجب ان نبحث عن هذه الثغرات هل هو الشباب العاطل او هو شباب يطالب بثأر او هم اشخاص تم تجنيدهم لقوي اخري لا تريد الامن والاستقرار لهذا الوطن ان تكرار العمليات الارهابية في سيناء بالذات سؤال يحتاج الي اجابة.