اعتبر د. محمود القيسي رئيس اتحاد منظمات الاعمال المصرية الاوروبية "السيبا" ان الدور الذي تلعبه البنوك المصرية في دعم الشراكة المصرية الاوروبية هو دور ضعيف للغاية. وقال انه لكي تستفيد من تلك الشراكة فلابد ان تقوم البنوك بتمويل المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر التي يطرحها الجانبان بشرط توافر البيانات عن الجدوي الاقتصادية لتلك المشروعات. من جانب آخر وفيما يتعلق بأسباب اهتمام البنوك الاوروبية بالتواجد في السوق المحلية اشار القيسي في حواره مع "بنوك وتمويل" الي ان ذلك يرجع الي السياسات المالية والضرائبية التي اتخذتها مصر في الآونة الاخيرة والتي شجعت تلك البنوك علي الاتجاه للسوق المحلية المصرية. في الوقت نفسه حدد القيسي عددا من المشاكل التي يواجهها رجال الأعمال من اعضاء "السيبا" منها معاناتهم من تعقيدات تسجيل الأراضي والعقود وطول الفترة التي تستغرقها عملية توصيل المرافق للمشروعات في المناطق الصناعية وفيما يلي نص الحوار. * بداية ماذا عن الدور الذي تقوم به البنوك في دعم الشراكة المصرية- الاوروبية؟ ** دور ضعيف جدا فخلال اجتماعات برشلونة الاخيرة التي حضرها الاتحاد ومنظمات الاعمال المصرية الاوروبية "السيبا" ظهر ان لدينا مشكلة في جنوب البحر المتوسط الممتد من المغرب وحتي تركيا وهي انه حتي نستفيد من الشراكة الاوروبية يجب ان يلعب الجهاز المصرفي المصري دورا جديدا وهو دور الشريك الحقيقي والاساسي مع القطاع الخاص والعام وان يكون هذا الجهاز قادرا علي التعامل السريع مع متغيرات السوق وكذلك علي المشاركة في ادارة المشاريع المختلفة وتعد الخطوة المتمثلة في عمل صناديق لمساندة الصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر هي خطوة مهمة جدا ولابد ان يتزامن معها عدم التخوف من الشراكة وقيام البنوك بتمويل تلك المشروعات بشرط توافر الشفافية التي تتيح للبنوك القدرة علي التعرف مبكرا علي جدوي هذه المشروعات اقتصاديا طبقا لاسس ومعايير مختلفة حتي يمكنها ان تتخذ قرارها فيما يتعلق بتمويل هذه المشروعات من عدمه فالأمر لم يعد يقتصر علي اخذ الضمانات وزيادة نسبة الفوائد ولكن ما يجعل البنوك الآن توافق علي منح التمويل وهي اكثر اطمئنانا هو الاطلاع علي جميع البيانات والمعلومات عن تلك الشركات التي ستساهم في تمويلها والتأكد من انها ناجحة 100% حتي يمكن ان تقوم البنوك بتمويلها. * ما تفسيرك لاهتمام البنوك الاوروبية بالتواجد بمصر؟ ** سياسات الاصلاح الاقتصادي فهناك عدد لا بأس بهه من تلك السياسات الجديدة التي بدأت الحكومة تعمل بها سواء كانت بالنسبة للاصلاح المالي او الجمارك او الضرائب فضلا عن بعض مشاريع القوانين الاخري التي من المنتظر ان يناقشها مجلس الشعب خلال هذه الدورة فمصر كدولة ليست فقيرة ولكن ينقصها ادارة مصادر الثروة فيها والآليات التي تؤدي الي النمو الاقتصادي ومن هنا كان اهتمام البنوك الاجنبية بالتواجد في السوق المحلية من خلال عمليات التوسع للبنوك الموجودة بالفعل او اقدام اخري علي الشراء او الاستحواذ علي بنوك محلية. * لماذا يلجأ رجال الاعمال للاقتراض من الخارج؟ ** لو كان بالفعل هناك اتجاه للحصول علي قروض من خارج مصر فهذا يؤكد صحة رأينا بالنسبة لضرورة تعديل النظرة التمويلية بالجهاز المصرفي وتصحيح مسارها وذلك ان عدم الالتفات لهذه الامور سيضر بالجهاز المصرفي ويخرجه من دائرة المنافسة. * بعيدا عن البنوك ما أبرز المشاكل التي يواجهها رجال الأعمال من أعضاء الاتحاد؟ ** أولا: نحن رجال اعمال نطالب دائما بتحسين خدمات المناطق الصناعية نظرا لحساسيتها واهميتها القصوي ونعني هنا خدمات الأمن الصناعي وكيفية التعامل مع اي مشاكل في العمليات الانتاجية او الآلات والماكينات من حيث مقاومة الحريق وسرعة اجراء الاتصالات والتحرك السريع. ثانيا: مازلنا نعاني من تعقيدات مسألة تسجيل الاراضي والعقود وما يشوبها من البطء. ثالثا: طول الفترة التي تستغرقها عملية توصيل خدمات البنية الأساسية كالكهرباء حيث يتأخر توصيلها في بعض المناطق خاصة باطراف المدن الجديدة كالعاشر من رمضان ، 6 اكتوبر وغيرها من المدن الجديدة. رابعا: هناك مشكلة بالنسبة لمسألة العمل علي اجتذاب القوي العاملة لمناطق التجمعات الصناعية وتوفير سبل اقامتهم بصورة شبه دائمة والذي لن يتحقق بتوفير الوحدات السكنية فحسب بل ايضا بتوفير احتياجاتهم الاخري من وسائل تأمين ووصول المواد الغذائية ووسائل الترفيه "كاقامة النوادي، والمستشفيات، والصيدليات، وكذلك توفير وسائل المواصلات وتمهيد الطرق ووجود مجتمع عمراني متكامل نظرا لما تمثله كل هذه العناصر من اهمية بالنسبة للعمالة.