فيما أكد مسئولون أمريكيون أن الباب مازال مفتوحاً أمام اتفاق تجارة حرة بين مصر والولاياتالمتحدة وإن كان الوقت لم يعد مناسباً الآن، فقد وصف سياسيون مستقلون علي الجانب الآخر العلاقات المصرية الأمريكية بأنها تمر بمرحلة "توتر" نتيجة تعثر الإصلاح السياسي المصري علي حد تعبيرهم . وفي لقاء مع بعثة طرق الأبواب التابعة لغرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة أكد ديفيد ولش مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأدني، وليز تشيني نائب مساعد وزير الخارجية أن مصر دولة مهمة للولايات المتحدة وبخاصة فيما يتعلق بشئون الشرق الأوسط والوضع في السودان والعراق. وفيما أكد مسئولا الخارجية تأييدهما للإصلاحات الاقتصادية الأخيرة في مصر، إلا أنهما أشارا إلي الأوضاع الداخلية في الولاياتالمتحدة التي تجعل موافقة الكونجرس علي اتفاق تجارة حرة مع مصر صعباً في الوقت الراهن، ودللا علي ذلك بتوقف صفقة موانئ دبي لعدم موافقة الكونجرس عليها. ونفي ولش وتشيني أن يكون هناك شروط أمريكية سياسية مسبقة لبدء المفاوضات وتمسكا بأن "الوقت ليس ملائماً" وكانت مصر قد أعلنت علي لسان وزير التجارة والصناعة رشيد محمد رشيد أنها لا تقبل ربط اتفاق التجارة الحرة بشروط للإصلاح السياسي، فيما أكد السفير المصري في واشنطن نبيل فهمي في تصريحات صحفية مؤخراً أن الإدارة الأمريكية رأت بعد صدور حكم بحبس أيمن نور رئيس حزب الغد أن الوقت ليس ملائماً لطرح مفاوضات تجارة حرة مع مصر. ومن جانبهم أكد أعضاء غرفة التجارة الأمريكية في لقاءاتهم بمسئولي الإدارة رفضهم لربط الإصلاح السياسي باتفاق التجارة الحرة، مشيرين إلي ما أنجزته مصر من إصلاحات اقتصادية تؤهلها لبدء مفاوضات التجارة الحرة، ومؤكدين أن تأجيلها يرسل إشارة سلبية للإصلاحيين داخل وخارج الحكومة. وعلي جانب آخر وصف عدد من مؤسسات البحث الأمريكية العلاقات مع مصر بأنها تمر بمرحلة "توتر" وقالت ميشيل دان محررة تقرير الإصلاح العربي في مؤسسة "كارناجي"، ان قضية أيمن نور تبدو للإدارة الأمريكية علي أنها عودة لاستخدام الأساليب القديمة في إبعاد أي منافس لمبارك أو مرشح الحزب الوطني في عام ،2011 وتساءلت لماذا تعمل الحكومة المصرية ضد المعارضة المعتدلة، فلا يبقي سوي الإخوان المسلمين "وهنا يكون الخيار إما الحزب الوطني أو الإخوان". وقالت دان في لقائها مع وفد بعثة طرق الأبواب إن ربط الإصلاح السياسي والإصلاح الاقتصادي قد أضحي أمراً رئيسياً في واشنطن الآن، وان مصر عليها أن تجد حلاً لمشكلة الإخوان المسلمين وكيفية التعامل معهم إما من خلال حزب سياسي أو من خلال طرق أخري. ومن جانبه قال دينيس روس مدير المؤسسة الأمريكية لسياسات الشرق الأدني والممثل الأمريكي الأسبق في الشرق الأوسط إن الإدارة الأمريكية تعلم أنه لا يمكنها فرض الديموقراطية بنفس القدر الذي لا يمكنها به فرض السلام في المنطقة، ووصف روس الإدارة حالياً بحالة ضعف شديدة خاصة بعد أوضاع العراق المتردية ورفض صفقة موانئ دبي التي أحرصت الرئيس والإدارة أمام أصدقائهم في المنطقة. وأشار إلي أن رفض الصفقة يعطي مؤشراً أن علاقاتنا ومن يعملون معنا يجب أن يعاقبوا. وقد تابع أعضاء بعثة طرق الأبواب لقاءاتهم حيث اجتمعوا مع عدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي ومجلس النواب ومساعد نائب رئيس الجمهورية لشئون الأمن القومي.