لا ينتظر تشكيل وزارة عراقية جديدة قبل شهر ابريل القادم وذلك نتيجة للانتخابات العراقية والتي لم تمنح أية كتلة سياسية لتشكيل حكومة عراقية وحدها بل لابد من ائتلاف بين عدة أحزاب. فقد أسفرت الانتخابات عن فوز الأحزاب الشيعية ب 128 مقعداً في البرلمان الذي يبلغ مجموع أعضائه ،275 أي ينقصهم عشرة أصوات لتكوين أغلبية تشكل الحكومة. ونالت الأحزاب الكردية 53 مقعداً. أما الحزب السني الكبير فقد فاز ب 44 مقعداً كما نال حزب سني صغير 11 مقعداً. ومن هنا أصبح وجود السنة في الحكومة الجديدة أمراً ضرورياً وهو ما يشجع عليه الأمريكيون باعتبار أن ذلك قد يضمن الهدوء واستقرار الأمن إلي حد كبير في العراق. ولكن الأحزاب الشيعية لاتريد أن تترك اختيار وزراء السنة للحزب السني وحده بل تحاول أن يكون الوزراء والسنة من المهادنين للشيعة أو المتعاطفين معها لضمان التجانس والتفاهم في مجلس الوزراء. وعلي أية حال فان أحمد الجلبي الذي كان رجل أمريكا في بغداد قبل الغزو وبعده مباشرة وتخلت عنه أمريكا بعد ذلك لم يحصل علي صوت في البرلمان كما أن أياد علاوي رئيس الوزراء السابق فاز حزبه ب 25 مقعداً فقط في البرلمان ولذلك فان دخوله الوزارة الجديدة لم يعد إجبارياً إذا تحالفت الأحزاب الشيعية والكردية مع السنة. وهناك انقسام بين الشيعة بالنسبة لاختيار رئيس الوزراء الجديد، ويوجد انقسام ضخم بين الشيعة بالنسبة للدور الأمريكي في العراق فبعض زعماء الشيعة يريدون رحيل القوات الأمريكية وبعضهم يريد بقاءها، ولكن الشيعة بصفة عامة يعترضون علي اصرار أمريكا في مشاركة السنة في الحكم وأن يكون لوزرائهم بعض النفوذ في وزارات السيادة. والسفير الأمريكي في العراق زلماي خليل زاد هو الذي يقوم بالوساطة بين كل الأطراف السياسية في العراق، وهو أفغاني أمريكي وكان سفيراً لبلاده في أفغانستان حتي اختير سفيراً في بغداد. وهو ناجح في عمله بالمقاييس الأمريكية ومع العراقيين الذين يميلون لأمريكا والسؤال المطروح في بغداد هذه الأيام هو ما إذا كان خليل زاد سينجح في تشكيل حكومة عراقية ترضي العراقيين والأمريكيين معاً! محسن محمد