جاءت مباريات الاسبوع السادس عشر لتحمل شعار الندية والقوة والمفاجآت أيضاً لتضيف لمسابقة الدوري الممتاز شيئاً من الاثارة والمتعة.. ولأن كرة القدم "دوارة" فإن بعض الاندية لم تقف عند حدها في الجدول بل تبادلت لعبة الكراسي الموسيقية ولو بشكل مؤقت. ففي مباراة الأهلي والمحلة التي اسفرت نتيجتها عن التعادل الايجابي بهدفين لكلا الفريقين، نجح أبناء المحلة في ايقاف مسيرة القطار التوربيني الاحمر وأوقف زحفه نحو تحقيق الارقام القياسية واستطاع التصدي له في عقر داره في ملعبه ووسط جماهيره التي ملأت استاد السكة الحديد وملايين مشاهدي الشاشة الصغيرة أيضاً. فقد فاز المحلة بنقطة ثمينة وغالية كانت في عداد المفقودين وخارج حسابات الغزل وقد تنفعهم عند فتح الحصّالة في نهاية الدوري، بينما خسر الاهلي نقطتين في صراعه نحو المحافظة علي قمة الدوري، ويبدو أن المحلة أصبح متخصصاً في احباط الاهلي كل موسم وايقاف نشوته والزهو بنتائجه وأرقامه. حقق المحلة هدفه وكاد يخرج بالنقاط الثلاث بعد أن كان متقدماً في كل مرة وغاب عنه بعض عناصره الأساسية التي انتقدها شريف الخشاب المدير الفني، وفي المقابل أنقذ أبوتريكة الأهلي وجوزيه من كبوة كبيرة كادت تلحق به قبل لقاء القمة وجعل الجرح سطحياً بعد أن كان الامر سيحتاج إلي عملية جرحية عاجلة! حيث نظر جوزيه إلي مباراة القمة ومازالت قدماه تغوصان في لقاء المحلة وفضل منح لاعبيه الأساسيين راحة سلبية واصطحب بعضهم معه فوق دكة البدلاء وعندما شعر بالخطورة دفع بمحمد أبو تريكة ليحفظ ماء وجهه. ويرتفع رصيده إلي 34 نقطة بينما المحلة يصل رصيده إلي 16 نقطة ومازال يعاني تصدع في بنيانه الآيل للسقوط. أما في القلعة البيضاء فقد عمت الافراح وساد الارتياح بعد نجاح الزمالك في اعتلاء القمة لأول مرة منذ موسمين حيث وصل رصيده إلي 35 نقطة بعد فوزه علي المقاولون العرب بهدف صاروخي للمعتز اينو في مباراة كانت مغلقة للتحسينات وكاد التعادل يخيم علي أجواء اللقاء بعد أن أحكم ذئاب الجبل قبضتهم علي المباراة وسيطروا علي مفاتيح اللعب في الزمالك الذي كان عين لاعبيه علي مباراة القمة وعلي طريقة "اللي يخاف من العفريت يطلعله".. حصل تامر أبو جبل علي الانذار الثاني بعد أن كان حريصاً للغاية علي المشاركة في مباراة الأهلي لأول مرة في حياته ولكن القدر كان له بالمرصاد. نجح كاجودا في جمع النقطة التاسعة علي التوالي من ثلاثة انتصارات ورفع معنوياته ولاعبيه قبل القمة 99 ويعلم تماماً أن الوصول للقمة صعب كما حدث بل قد يكون مجرد مصادفة. لهزيمة المنافسين ولكن الحفاظ عليها هو الأصعب وإذا كان التعادل مع الاهلي كان مجرد حلم يراوده فبالتأكيد أعاد المدير الفني البرتغالي حساباته للإجهاز علي الاهلي الذي اصابته "الانفلونزا" الافريقية بعد ثلاث بطولات: اثنتان منها لنفسه وواحدة مع المنتخب الوطني أما المقاولون فيعتبر الهزيمة بهدف امام الزمالك المنتعش مكسباً حيث خرج بأداء قوي ونتيجة مرضية ليس علي طريقة ثلاثية الاتحاد أو رباعية أسمنت السويس، ليتجمد المقاولون العرب عند 61 نقطة ويصبح موقفه متأزماً في جدول المسابقة وفي مباراة الألومنيوم وإنبي بنجع حمادي تمكن أبناء البترول من الفوز بثلاثية نظيفة والنقاط الثلاث ورفع رصيدهم إلي 31 نقطة والحفاظ علي المركز الثالث بينما انصهر الألومنيوم عند 14 نقطة واحتل المركز الثالث عشر وتأزم موقفه وطموحاته في اللحاق بطوق النجاة. وفي السويس خذل فريق الاسمنت جماهيره وحقق حرس الحدود مفاجأة مدوية من العيار الثقيل وضرب العصفورين بحجر واحد وهو استعادة توازنه قبل لقاء الاخضر الليبي في البطولة الافريقية وعودة الثقة للاعبين ورفع رصيده إلي 23 نقطة بينما واصل أسمنت السويس عروضه المهتزة بقيادة محمد عامر الذي أراد تجديد دماء الفريق بوجوه شابة ولكنهم خذلوه ويبدو أنهم أدمنوا الرباعية في كل مباراة وحطموا الرقم القياسي في اصابة مرماهم بالأهداف الغزيرة حيث سكن شباكهم 35 هدفاً بينما لم يسجلوا سوي 15 هدفاً فقط وتجمد رصيدهم عند 14 نقطة في المركز قبل الاخير ويحتاجون إلي معجزة لتحسين عروضهم ونتائجهم في الفترة المقبلة. وفي الاسكندرية جاء لقاء الاتحاد السكندري والاسماعيلي متكافئاً وخرج بنتيجة متوقعة وهي التعادل بهدف لكلا الفريقين وحصل أبناء الثغر علي نقطة ليرفعوا رصيدهم إلي 20 نقطة تماماً مثل الاسماعيلي بنفس الرصيد. وفي ملعب جهاز الرياضة العسكري واصل طلائع الجيش عروضه القوية وهزم أسمنت أسيوط بهدفين مقابل هدف ورفع رصيده إلي 26 نقطة وانفرد تماماً بالمركز الرابع وتجمد أسمنت اسيوط عند 16 مقطة. وفي بورسعيد تمكن النادي المصري من تصحيح الاوضاع علي حساب الكروم بعد الفوز بهدفين نظيفين واستطاع حصد النقاط الثلاث ليرتفع رصيده إلي 16 نقطة بينما يقبع الكروم في ذيل جدول المسابقة برصيد 12 نقطة.