التقت "العالم اليوم الاسبوعي" مع ديفيد بريور عمدة وسط لندن وعمدة الاسواق المالية في العاصمة البريطانية في حوار تركز علي القضايا الاقتصادية بصفة عامة والبورصات وأسواق المال التي يرأسها بحكم منصبه الأول بصفة خاصة. وفي الوقت الذي لم تخل اجابات بريور خلال الحوار من اجابات دبلوماسية في المسائل السياسية عملا بقاعدة مالية معروفة بعدم التورط في السياسة، إلا أنه طرح عددا من الآراء حول ظاهرة تشهدها الاسواق الناشئة وكان علي رأسها تأكيده بأن أرباح البورصة الخيالية بدون شفافية ومعلومات دقيقة وكوادر مدربة تكون بمثابة مؤشر للخطر وليس أي شيء آخر. طرح بريور خلال الحوار الذي أجرته معه "الاسبوعي" خلال زيارته الأخيرة للقاهرة حصاد مباحثاته.. ورؤاه.. في السياسة والتجارة والبيزنس في القطاعات المصرفية والمالية، وضمنها التأمين.. ولعل أبرز ما قاله لنا في هذا الاطار: أداء قطاع التأمين بطيء.. وربطه بالحياة في القاهرة وقال: من يقود سيارته في مروركم الخانق.. يجب أن يفكر في التأمين علي حياته.. جئت إلي القاهرة علي رأس وفد يضم 16 من خبراء المال والبنوك والتأمين.. فما هو الهدف من هذه الزيادة وتقييمك لنتائجها؟ ** هذه الزيارة تأتي في إطار جدول زيارات يقوم بها عمدة وسط لندن باعتباره سفير الاستثمارات البريطانية إلي عدة دول في المنطقة، وقد تركزت مباحثاتنا في مصر علي الخدمات المالية فمدينة لندن يمكنها أن تقدم المساعدة لمصر في مجال الخدمات المالية بحيث تكون هذه خطوة لجذب استثمارات أجنبية خاصة أن مدينة لندن تحتل المركز الأول في تعاملات السندات الدولية وتجارة الاسهم وتعاملات الأوراق المالية وأعمال القروض الدولية ونجد أنه من بين 450 مصرفا رسميا في العاصمة البريطانية، يبلغ عدد المصارف الأجنبية ثلثي هذا العدد أي ضعف عددها في فرانكفورت أو نيويورك. وقد سبق وقام عمدة لندن للمنطقة المالية السابق بزيارة مصر منذ عامين ولاحظنا في خلال الفترة الماضية وجود تغيرات ايجابية كثيرة في مصر وكثير من الافكار التي قام ببحثها مع المسئولين المصريين وأخذت حيز التنفيذ والتزمت الحكومة المصرية من جانبها بإجراءات اصلاحية كان لها أثر ايجابي وأصبح عدد كبير من المؤسسات المالية الراغبة في التوسع وتحقيق أرباح تنظر لمصر باعتبارها أرض الفرص ولذلك فنحن نبحث عن طرق لمساعدة مصر لتكون مركزا ماليا اقليميا للمنطقة العربية خاصة باعتبارها مركزا جغرافيا متوسطا ورائدة سياسية لدول المنطقة. وتتركز مجالات اهتمامنا بالاصلاح في المصارف والخصخصة والتأمين لأن هذه المجالات ومدي الكفاءة فيها تعطي ثقة للمستثمرين في جودة الخدمات المالية التي تقدمها مصر لأن العلاقات التجارية من البلدين تتطلب وجود جانب مصرفي جيد وكفء وتأمين ويمكنني تقييم الزيارة بأنها مثمرة للغاية خاصة وقد سبقتها زيارة من الوزراء المصريين إلي لندن وسيعقبها زيارة أخري لهم في شهر مارس القادم وهذا سيجعل خطوات تنفيذ الخطط ذات وتيرة سريعة. أرباح مذهلة * تشير المؤشرات إلي أن البورصة المصرية قد حققت خلال العام الماضي أرباحا بنسبة 135%.. فهل يمكن اعتبار مثل هذه المكاسب العالية أمراً طبيعياً أم أن به نسبة من المخاطر، وهل يمكن أن تغري هذه المكاسب المستثمرين البريطانيين؟ ** ليس عيبا أن تحقق البورصة المصرية هذه الأرباح الخيالية، فهذا شيء يجب أن تفخر الحكومة به، خاصة أن البورصة هي مؤشر للثقة لدي الناس حول مناخ الأعمال والبيزنس في مصر وقد يخشي البعض أن تكون تلك الأرباح المذهلة، مقدمة لمرحلة تراجع وهبوط في البورصة، وقد تقابلت مع ماجد شوقي رئيس بورصتي القاهرة والاسكندرية ووجدت أن لديه خطة واضحة وجيدة لكي تستمر البورصة في معدلات ربحيتها وهذا مؤشر جيد للمستثمرين في الخارج. تعميق السوق * هناك أحاديث في مصر حول مضاربات تجعل أسعار الاسهم عالية هل لديكم من الخبرة ما يساعد في جعل السوق أكثر عمقا؟ ** المضاربات تحدث في البورصة عندما يفتقد المضاربون إلي المعلومات الدقيقة ولكي تكون السوق المالية المصرية عميقة يجب أن يتوافر لها عنصرا الشفافية والثقة.. وهناك عدد كبير من الخبراء الماليين متفائلون بأداء البورصة المصرية خاصة مع تطبيق برنامج الحكومة للخصخصة، لكن البورصة في أي مكان في العالم لا يمكن أن تستمر في صعود متصل فالبورصة دائما إما لأعلي أو لأسفل ولابد أن يكون الاستثمار بها يعتمد علي التحليل المالي وليس العاطفة فالناس يأخذها الحماس عندما تجد أرباحا متصاعدة في البورصة وهنا يمكن أن تكون المخاطرة وقد وقعنا في ذلك الاطار اتفاقاً مع هيئة الاستثمار وهيئة سوق المال لتقديم تدريب فني للعاملين المصريين في بورصة لندن وتتحمل مصر تكلفة هذا التدريب ومن المهم تواجد كادر فني عالي الكفاءة سواء في المضاربين أو العاملين في البورصة حتي تستمر في نجاحها.