عشرات الرسائل تصلني كل يوم من شباب عاطل لا يعمل يبحث عن فرصة عمل.. وأنا لا استطيع ولا أملك أي سلطة تعطيني الحق في أن أقدم فرصة عمل واحدة.. ورغم هذا أحاول أحيانا ولاشك أنني أشعر بحزن شديد وأنا اقرأ الرسائل التي تحكي عن ظروف اجتماعية وانسانية قاسية عن الأب الذي باع كل ما يملك ليعلم الأبناء بعد أن تخرجوا من الجامعات جلسوا في البيوت ينتظرون خطابات التعيين من عشرات الجهات التي تقدموا لها ولم يصل شيء.. وهناك الشباب الذين حصلوا علي أعلي التقديرات في كلياتهم ولم تف الدولة بوعدها في تعيين أوائل الخريجين.. وهناك قصص كثيرة عن أولاد الأكابر الذي جاءت لهم الفرص من كل لون وعلي الابن أن يختار المكان الذي يرغب العمل فيه.. ولاشك ان هذه النماذج تحمل مرارة عميقة تجاه المجتمع والوطن والناس.. لان المجتمع غير عادل في توزيع الفرص علي أبنائه ولأن الوطن أصبح من حق فئة قليلة ملكت فيه كل شيء وصرفت بقية الشعب من أي شيء.. ولهذا تبدو مشاعر اليأس والاحباط في سلوكيات وحياة الأجيال الجديدة.. أن هذه الاجيال التي رسمت أحلاما كثيرة ثم وجدت نفسها في منتصف الطريق حائرة بين واقع ضار.. وأحلام مستباحة وظروف انسانية قاهرة. لا توجد أسرة في مصر الآن ليس فيها شبح كارثة اسمها البطالة.. ولا يوجد أب إلا وحوله مجموعة من الأبناء الذين تخرجوا في الجامعات ولا يجدون عملا.. لقد وعدت الحكومة بتنفيذ برنامج الرئيس مبارك خاصة ما جاء فيه حول قضية البطالة بحيث يمكن ايجاد 750 ألف فرصة عمل سنويا.. واذا نجحت الحكومة في تنفيذ هذه الخطة فسوف يكون ذلك أكبر انجاز في تاريخ الحكومات المصرية ولا أدري من أين ستوفر الحكومة كل هذا العدد من فرص العمل وهل سيكون ذلك في مؤسسات الدولة أم القطاع الخاص ومن أين ستأتي الحكومة بالأموال التي تكفي لتشغيل مثل هذا العدد.. لقد تكدست أكوام الخريجين عاما بعد عام وأصبحنا أمام طابور طويل من شباب لا يعمل وكانت النتيجة هذا الخلل الذي أصاب سوق العمالة المصرية.. والمطلوب الآن خطة مدروسة تشارك فيها مؤسسات الدولة مع القطاع الخاص مع مؤسسات المجتمع المدني حتي يمكن مواجهة هذه الأزمة الخانقة.. ان تأجيل البحث عن حلول لأزمة البطالة تصعيد لمأساة كبيرة لا أحد يعلم نهاية لها ولهذا ينبغي استخدام كل الوسائل حتي لا نجد أنفسنا أمام ظروف وتحديات اصعب.. كل شاب عاطل نعم في كل بيت مصري ولعلنا نستوعب المأساة.