وضعت الازمة النووية بين ايران والغرب والتمرد في العراق اسواق البترول في حالة قلق بشأن استقرار المنطقة التي تزود العالم بخمس احتياجاته من البترول. ويقول محللون ان الاعتماد علي ايرادات البترول والعلاقات بالولاياتالمتحدة قد تلعب دورا في تأمين الامدادات من دول الخليج لكن الوضع غامض بالنسبة لايران والعراق. وقال المحلل في مركز ابحاث الخليج في دبي مصطفي علاني ان الراية المرفوعة فوق المنطقة هي راية عدم الاستقرار وعدم اليقين. واضاف ان هناك عدم يقين ازاء الوضع الامني مع احتمال حدوث مواجهة مع ايران، فضلاً عن مسألة الاستمرارية داخل النظم السياسية في المنطقة. ومن المتوقع ان تصبح السعودية وهي اكبر مصدر للبترول في العالم وشريكتاها في منظمة اوبك الكويت والامارات اكثر اهمية لمستهلكي البترول. وتمت عمليات انتقال السلطة الاخيرة في تلك الدول الخليجية بسلاسة. وقال محلل الطاقة البارز لدي مركز دراسات الطاقة العالمية في بريطانيا محمد علي زيني ان كبر سن القيادات قد يؤدي الي عدم استقرار سياسي لكنه لا يؤثر علي استقرار البترول لان تلك الدول تعيش علي عوائد البترول. واتفق معه المحلل الكويتي كامل الحرمي الذي قال ان القيادات حافظت علي استقرار السياسة البترولية وكانت هذه السياسة متسقة للغاية. وساعدت اسعار البترول الصاعدة اقتصادات دول الخليج المعتمدة علي الطاقة والتي تحاول ملاحقة تزايد نسبة الشبان بين السكان. واضاف انه يعتقد ان اسواق البترول يجب ان تقلق اكثر بشأن المواجهة مع ايران والوضع في العراق. وتنفي ايران الاتهام وحذرت الغرب من ان اسعار البترول قد ترتفع بحدة اذا فرضت عقوبات اقتصادية عليها. من جانب اخر يسعي العراق الذي يسيطر علي ثالث اكبر احتياطي بترول في العالم جاهدا لزيادة انتاجه من البترول منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في عام 2003. وتحجم معظم الشركات الاجنبية عن الاستثمار الي ان يتوافر اطار قانوني مناسب ويتحسن الوضع الامني. وقال زيني ان التهديد الحقيقي "لامن امدادات البترول سيأتي من الهجمات الارهابية والحروب وما شابه ذلك.