يعتبر انشاء هيئة لتنمية صناعة البرمجيات والنشاط الكبير من جانب الشركات للحصول علي شهادة الجودة والاستحقاق CMM والقضاء علي اغلب برمجيات "بئر السلم" من ابرز الجوانب الايجابية التي شهدتها صناعة البرمجيات في عام 2005 . لكن الصناعة التي بدأت انطلاقتها في مصر قبل 15 عاما ما زالت رغم ذلك تعاني بعض السلبيات ابرزها افتقاد روح الفريق في العمل وعدم وجود خطة علي مستوي قومي كما هو الحال في الهند مثلا ولم تستطع صادرات البرمجيات المصرية خلال العام تجاوز حاجز ال50 مليون دولار وهو ما يعني حجما متواضعا لصادراتنا. لكن الخبراء ومسئولي الشركات اكدوا علي قدرتنا علي اعطاء دفعة قوية لهذه الصناعة من خلال التكاتف وتبني روح الفريق. وجود برنامج قومي شرط لتكرار تجربة الهند قال عادل غنام نائب رئيس مجلس ادارة غرفة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات: ان صادراتنا من صناعة البرمجيات لم تتجاوز هذا العام جاحز ال50 مليون دولار وهو رقم متواضع للغاية بالنسبة لطموح شركات البرمجيات المصرية التي يمكنها ان تصل لأكثر من ذلك اذا تكاتفت الجهود. موضحا ان البرمجيات ذات طبيعة خاصة وان أهم العوامل التي أثرت بالسلب علي هذه الصناعة ذات ال15 عاما في مصر هي افتقادها لبرنامج شمولي قوي وقومي يستند إلي مقومات وحلول واقعية تؤدي به للنجاح. وأضاف ان هذا البرنامج يعتمد بالأساس علي العمل بروح الفريق الأمر الذي لم نعتد العمل به في مصر رغم ان عمر الصناعة يصل الي 15 عاما. ويؤكد غنام: أن نجاح دول كالهند ويوغوسلافيا واوكرانيا في هذه الصناعة -رغم تشابه الظروف -إنما يرجع الي وجود برنامج قوي وطموح ومدعم من قوي الدولة بالإضافة للعمل بروح الفريق المصر علي النجاح. ورغم ذلك فهو يري انه في عام 2005 حققت صناعة البرمجيات بعض النجاحات التي يمكن ان نقول عنها إنها فردية علي المستوي العام من خلال إنشاء هيئة تنمية صناعة البرمجيات وعلي المستوي الخاص نجاح بعض الشركات في الحصول علي مستويات مختلفة من برنامج الاستحقاق CMM . وعن أماني وطموحات عام 2006 يأمل غنام التركيز علي وجود صناعة حقيقية في مجال البرمجيات من خلال عدة عوامل تضمن لها النجاح والاستمرار منها التركيز علي تدريب الكوادر البشرية وحصول عدد اكبر من الشركات علي برنامج الاستحقاق CMM كذلك وجود دعم مجتمعي كاف لها مع إتاحة مبدأ الثواب والعقاب ولا نغفل تحسيناً عاماً لبيئة العمل في كل القطاعات. ليس أفضل الأعوام رغم المظاهر الإيجابية يري د. شوقي كامل رئيس مجلس إدارة شركة "أكمل مصر" للبرمجيات ان صناعة البرمجيات لم تكن في أفضل عهدها في عام 2005 رغم بعض المظاهر الايجابية التي تحسب لها من خلال إنشاء هيئة لتنمية صناعة البرمجيات وقيام وزارة الاتصالات ببعض المبادرات الخاصة بالمحتوي الالكتروني او الاهتمام بقانون للملكية الفكرية يحمي منتجات الشركات إلا أن كل هذه المؤشرات الايجابية لم تؤد إلي النهوض بهذه الصناعة. ويسلم الدكتور كامل بأن هناك إهمالا جسيما لحق بصناعة البرمجيات هذا العام نتيجة نمو بيئة عمل غير صالحة لزيادة معدل نمو الشركات وللنهوض بهذه الصناعة. وبنبرة غير تشاؤمية فلابد من تهيئة المناخ العام لها فضلا عن تشجيع زيادة الاستثمار فيها وأيضا زيادة معدلات الطلب المحلي عليها كذلك تعديل التشريعات البنكية التي تسمج للشركات بالعمل والمنافسة في بيئة أفضل. ويشير د. كامل ايضا الي الخطأ الجسيم جراء إهمال صناعة المحتوي العربي الالكتروني رغم اننا نتباهي ونفاخر بأننا أحفاد الفراعنة والحضارة ذات ال7 آلاف عام فكيف يكون هذا ؟ ويتمني أن يشهد عام 2006 حدوث نهضة شاملة لصناعة البرمجيات الخاصة اعتمادا علي صناعة المحتوي الالكتروني فليس من المعقول ان نكون في اخر الركب العالمي لهذه الصناعة كما نتمني ان تحصل الشركات المصرية علي مستويات مختلفة لشهادة الجودة والاعتماد CMM للعمل في سوق قوي ومنافس وكذلك تشجيع القيام بمبادرات من شأنها النهوض بصناعة تكنولوجيا المعلومات ككل.