مبروك لمصر وللدكتور محمد البرادعي وللسلام العالمي حصول رابع مصري علي جائزة نوبل، وكان الأول الرئيس الراحل أنور السادات في عام ،1979 وحصل عليها لجهوده في إقرار السلام، وكان الثاني الأديب الكبير نجيب محفوظ وحصل علي الجائزة عام 1988 في الأدب، أما الثالث فكان د. أحمد زويل عالم الكيمياء المرموق.. وكان د. محمد البرادعي رابع المصريين الذين يحصلون علي الجائزة عن السلام هذا العام مناصفة مع الوكالة التي يرأسها ليصبح ثاني مصري يحصل علي نوبل للسلام. والجدير بالذكر أن د. البرادعي كان قد أعيد تعيينه مديرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية للمرة الثالثة علي التوالي في نهاية سبتمبر الماضي بعد جهوده التي بذلها لنزع فتيل التوتر في قضيتين مهمتين لا تزالان عالقتين وهما مشكلة كوريا الشمالية ومشكلة إيران. وكادت الأزمة بين الدولتين تصل إلي حد الصدام مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلا أن جهود الوكالة وحركة د. محمد البرادعي الدبلوماسية احتفظت بالمشكلتين داخل أروقة الوكالة وحالت حتي الاَن دون إحالة أي من الملفين إلي مجلس الأمن. ويتعاون د. محمد البرادعي بشكل واضح مع جميع الأطراف محاولا الاحتفاظ بشكل مستقل للوكالة الدولية بعيدا عن النفوذ المباشر للولايات المتحدة الذي يسبب التوتر للأطراف المتنازعة ويؤدي إلي مزيد من التشدد.. وقد أدت هذه السياسة إلي تليين الموقف الكوري الشمالي الذي وافق بعد الاجتماعات والمفاوضات السداسية الشاقة برعاية بكين علي مبدأ التخلي عن البرنامج النووي العسكري مقابل حوافز اقتصادية. وأما بالنسبة لإيران فلا يزال ملفها الساخن في أروقة الوكالة ليمر بجولة حاسمة ومهمة خلال الشهر المقبل نوفمبر حين عرضه مرة أخري لمناقشة إحالته إلي مجلس الأمن الأمر الذي يثير حفيظة إيران ويدفعها إلي إطلاق التهديدات المتتالية بالتخلي عن البروتوكول الإضافي للتفتيش المفاجيء علي منشاَتها النووية. والمعروف أن الولاياتالمتحدة تسببت في تأخير انتخاب البرادعي كمدير للوكالة في المرة الأخيرة لمدة 6 أشهر بسبب تحفظاتها علي إعادة انتخابه بعد موقفه من حرب العراق وعدم تأييده للتقارير التي أشارت إلي وجود أسلحة دمار شامل بالعراق وضخمت من حالة برنامجه النووي.. ولكن الولاياتالمتحدة عادت فسحبت تحفظاتها مما مهد الطريق إلي إعادة انتخابه.. وإلي حصوله علي الجائزة أيضا. وعقب إعادة انتخابه أعلن البرادعي أنه متمسك بحياده وحياد الوكالة الدولية التي يرأسها وأن مهمته هي تفعيل نظام منع الانتشار النووي وليس تلبية حاجة الدول العظمي وأنه يلتزم الحيدة والأسلوب الهاديء والواقعي لتحقيق الأهداف وكان ذلك أيضا عاملا حاسما في وصوله إلي محطة جائزة نوبل للسلام. مبروك للبرادعي، ومبروك لمصر، ومبروك للسلام العالمي.