إعداد حسين عباس: دخل بنك أوف تشايتا الصيني مفاوضات مع أربعة بنوك أجنبية لبحث سبل إقامة مشروعات بنكية مشتركة والدخول في شراء حصص بالبنوك العاملة بالصين وذكر تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال نشر مؤخراً أن هذه الخطوة من شأنها تهدئة المخاوف لدي المستثمرين الأجانب إزاء التوسع في السوق الصيني، إضافة إلي رفع مستوي البنك الصيني إلي إطار العالمية. ويعد رويال بنك أوف استكولاندا والذي يوجد مقره في "ايدن برج" باستكولاندا، ويبلغ عدد موظفيه 500.136 موظف، وبلغ دخله في 2004 حوالي 33 مليار يورو، من أكثر المنافسين الأجانب لتملك حصة في البنك الصيني، ويحتل "رويال" بنك المرتبة السادسة وسط البنوك العالمية من حيث القيمة السوقية. ويدخل حلبة المنافسة "يو بي اس" "UBS" سويسرا، ويبلغ عدد موظفيه 424.67 موظف، وحقق دخلاً في 2004 بلغ 8.26 مليار يورو، وأيضاً من البنوك المتنافسة بنك "التنمية الأسيوي" ومقره مانيلا ويفوق عدد موظفيه 2000 موظف وتوجد فروعه في خمسين دولة، وبلغ دخله في العام الماضي 1.1 مليار يورو، إضافة إلي ما سبقه من البنوك يأتي بنك "تيماسك" السنغافوري، وعدد موظفيه 424.67 موظف، وحقق دخلاً 7.45 مليار يورو العام الماضي. من جانبه أكد متحدث باسم "يو بي اس" السويسري ان البنك كان بصدد إجراء مفاوضات مع البنك الصيني لشراء حصة تتراوح ما بين 400-500 مليون دولار في شهر يونيو الماضي. وتقول "وول ستريت" إن المؤسسات المالية العالمية ترغب دخول السوق الصيني لاتساع حجمه والكثافة السكانية العالية به وبالتالي سيكون ذلك مصدر ربحية عال. ويعد بنك أوف تشاينا رائداً للبنوك الصينية في صرف العملات الأجنبية بالبلاد، ويرقي البنك إلي مستوي البنوك العالمية الكبري بدرجة أكثر من البنوك الصينية الأخري، ويتميز بانشاء فروعه المتعددة في أرجاء البلاد. وتعد الصين باقتصادها الذي شهد نمواً محموماً، والتوسع في الاستهلاك الشخصي، فرصة هائلة لتوافد البنوك الأجنبية للعمل هناك. حيث تقوم الصين بفتح الأبواب أمام هذه البنوك والمؤسسات الوافدة مع نهاية العام القادم، بعد الموافقة علي الدخول في منظمة التجارة العالمية والتي بموجبها ستقوم البنوك الوافدة ليس بشراء حصص فقط، وإنما يمتد نشاطها يشمل تقديم القروض وإصدار بطاقات الائتمان والاستهلاك المصرفي وتبدي البنوك المحلية بالصين اهتماماً بتوافد البنوك الأجنبية وذلك للاستفادة من تجاربها في نظم تكنولوجيا المعلومات، وأساليب الإدارة وخبرتها العالية في العمل المصرفي، حيث ظلت البنوك المحلية تعاني من تداعيات أزمة الديون المتعثرة لمدة عقد من الزمان، بالإضافة إلي تفشي قضايا الفساد والرشاوي في وسط القيادات المصرفية بالصين. ويعتزم "رويال بنك" في حالة نجاح مفاوضاته مع البنك الصيني الدخول في قطاع التجزئة المصرفي وذلك للاستفادة من فروع البنك الصيني المنتشرة في أرجاء البلاد وستعمل هذه الخطوة علي تعزيز تواجد "رويال أوف استكولاندا" في الدول الأسيوية. وعلي الرغم من حرص البنك علي التوسع في آسيا ولاسيما الصين وزيادة حجم استثماراته وغير أنه يلقي معارضة قوية من حملة الأسهم، حيث خسرت أسهمه 5% يعد سماع المستثمرين أبناء ضخ 5.2 مليار للشراء حصة في بنك أوف تشاينا وتربط "يو بي اس" سويسري علاقة قديمة مع البنك الصيني، حيث قام الأول بترتيب العرض الأول المبدئي للثاني في سنغافورة في عام 2002. ومازال يعمل مستشاراً للقرض الذي تتراوح قيمته ما بين 3 و4 مليارات دولار. تجدر الإشارة إلي تعرض بنك "أوف تشاينا" لحملة تشهير واسعة النطاق في أعقاب تفجر قضايا فساد المسئولين، حيث قام أحد المديرين للفروع في مدينة "هارين" بالاستيلاء علي 120 مليوناً من حسابات العملاء، ولم تعد هذه الحالة فريدة من نوعها بل سبقتها حالات عدة. لذا سارع بنك "أوف تشاينا" يتعين مدير سابق لدي HSBC كمدير للائتمان وذلك لضخ دماء جديدة في عروق الإدارة المصرفية، والعمل علي تبني مركزية منح الائتمان وجعلها إدارة مستقلة غير تابعة لإحدي الإدارات الأخري، وهكذا يبدو أن بنك "أوف تشاينا" في حالة تطهير داخلي لإدارته ومديريه للعمل علي استقدام مستثمرين أجانب.