تجاهلت برامج المرشحين للرئاسة القضايا المتعلقة بالمرأة وكأنها اصبحت هامش المجتمع. فعلي الرغم من ان تقارير التنمية البشرية تضع قضية المرأة وتحريرها وتمكينها من ممارسة حقوقها السياسية وحصولها علي فرص عمل متساوية مع الرجل في المجتمع معياراً رئيساً من معايير التنمية.. وتعتبر تجاهل هذا البند داخل أي دولة أن التنمية مازالت ناقصة فإن المرشحين للرئاسة من الأحزاب العشرة ضربت بهذا المعيار عرض الحائط.. فبعضهم لم يذكر المرأة علي الاطلاق ضمن برامجهم لخوض الانتخابات كمرشحي أحزاب الوفاق والدستوري والتكافل والبعض الآخر اشار فقط إليها اشارات عابرة وانصب اهتمام معظم المرشحين بالمرأة بقضايا المجتمع ككل كالمطالبة بالحرية السياسية وحرية التعبير عن الرأي واعتبروا ان مطالب المرأة هي مطالب المجتمع ككل مثلما جاء في برنامج مرشحي الوفد والغد. "الأسبوعي" رصدت هذه الظاهرة وناقشت اسباب هذا التجاهل.. والمطالب الاساسية التي كانت يجب ان تكون في برامج المرشحين للرئاسة. التعيين في البرلمان من جانبها تقول تحية عز الدين رئيس لجنة المرأة بحزب الخضر ان كل البرامج الانتخابية لمرشحي الرئاسة لم تعط المرأة حقها ولم تتناول القضايا الأساسية للمرأة والتي من أهمها أن يكون للمرأة حق للتعيين في مجلسي الشعب والشوري. بدلا من التمثيل الهزيل للمرأة في هذين المجلسين لأن فكرة الانتخابات والتحدي بين المرأة والرجل فكرة غير منطقية فالرجل متفوق علي المرأة مادياً ونفوذاً ولا تقدر علي منافسته. وذكرت أنها خاضت تجربة انتخابات مجلس الشعب عام 2000 لكنها وجدت نفسها داخل بحر هائل من الضغوط المادية والمعنوية ولم تنجح بالطبع. وتؤكد تحية أنه كان يجب أن يكون ضمن برامج الأحزاب المرشحة للرئاسة حق التعيين في المجلسين وكذلك الاهتمام بقضايا التعليم لأنه مازال فيها مشكلات وعوائق تعرقل عمل المرأة وقدرتها في بناء أجيال قادرة علي ممارسة حقوقها السياسية ويجب أن نركز فيها علي الحقيقة لأننا مازلنا في أمية قاتلة وهي التي تؤثر علي دور المرأة في مختلف المجالات. وأضافت أن أغلب برامج مرشحي الأحزاب لم تشر للمرأة المعيلة التي تعاني من ضغوط شديدة وليس لها حل وإن كان مرشح الحزب الوطني قد طرح في برنامجه فكرة صندوق لإعانتها فان هذه الفكرة طرحت من قبل ولم تنفذ كذلك لم تتناول هذه البرامج كيفية تمثيل المرأة في النقابات المهنية والتي أعتقد أنه لو كان للمرأة فيها دور وتمثيل مشرف ستقدر بعدها علي خوض العديد من الانتخابات. وتقول مشيرة أمين رئيس لجنة المرأة بحزب الجيل إن مرشحي الأحزاب الذين يخضون الانتخابات الرئاسية لم يشيروا للمرأة سوي برنامج الحزب الوطني الذي وعد بمكاسب ستحصل عليها المرأة في الوقت الذي ألمحت فيه بعض الأحزاب كالغد والوفد بدور أكبر للمرأة دون وضع خطوات تنفيذية لهذا الدور. وتضيف مشيرة أمين أنها كانت تأمل أن يأخذ مرشحو الرئاسة قضايا المرأة مأخذا جديا خاصة ما يتعلق بممارسة حقها السياسي لخوض الانتخابات عن طريق تخصيص مقاعد ثابتة لها بانتظام "الكوتة" الذي كان يطبق من قبل وألغي بعد الطعن عليه مع أنه نظام يطبق في أغلب دول العالم، أو يتبني هؤلاء المرشحون تطبيق نظام القائمة النسبية غير المشروطة لإلزام الأحزاب السياسية بترشيح المرأة علي 25% من قوائمها وأن تكون المرأة في مقدمة هذه القوائم علي أن تلتزم الأحزاب بعدم ترشيح أكثر من مرشحة داخل الدائرة الواحدة. ومن جانبها تري أمينة النقاش أمين لجنة المرأة بحزب التجمع أن معظم البرامج المطروحة من مرشحي الرئاسة هي كلام عن تحسين وضع المرأة فقط دون برامج جادة تشمل ذلك مؤكدة أن الحزب الوطني في برنامجه وعد بتغيير الواقع التشريعي والدستوري ليضمن للمرأة المصرية وجود تمثيل نيابي جيد بدلاً من التمثيل الهزيل لها في مجلسي الشعب والشوري. وتري أمينة النقاش أن برامج مرشحي الرئاسة كان يجب أن تتضمن الإصلاحات التشريعية والنص علي إدخال نص جديد بالدستور يسمح للمرأة بالحصول علي مقاعد ثابتة بالبرلمان. وأضافت أن هذه البرامج أهملت قضايا الأحوال الشخصية والتي يجب أن تطبق كالمعاييرالدولية لحقوق الإنسان كما نصت الاتفاقيات الدولية بحيث تمنع التمييز بين النساء والرجال أمام القانون. وتتفق معها في الرأي سعاد عبدالحي أمين لجنة المرأة بالحزب الناصري في أن الأحزاب المصرية التي تخوض الانتخابات تجاهلت دور المرأة، وليس باعتبار أن دورها هامشي لكن لأن هذه الأحزاب في الأساس لم تكن مستعدة لخوض الانتخابات ووجدت نفسها فجأة تخوض هذه التجربة دون تخطيط سواء كان ذلك نتيجة إغراء مالي أو للشهرة فهي غير مهيأة في الأساس لهذا الموقع. وكأنه مولد سيدي الانتخابات - كما تقول - وبالتالي فان برامجها لم تتناول قضايا المرأة من قريب أو بعيد. وتنتقد سعاد الدور السلبي للحزب الوطني فيما يتعلق بقضايا المرأة والذي تري أن له العديد من الصلاحيات ليقدم الكثير. مطالب واحدة ومن جانبها تري عواطف والي رئيس لجنة المرأة بحزب الوفد أن برنامج مرشح حزب الوفد للرئاسة لم يتجاهل قضايا المرأة بل اعتبرها جزءاً لا يتجزأ من المجتمع - رغم أن النظام الأساسي للحزب يهتم اهتماما شديدا بقضايا المرأة - وبالتالي فان أهم مطالبها كما جاء في البرنامج الإصلاح الدستوري وتغيير الدستور وتداول السلطة وتغيير النظام الانتخابي وتنقية جداول الانتخابات مشيرة إلي أن هذه التعديلات تعتبر أهم الخطوات لتذليل العقبات السياسية التي تعوق عمل المرأة في الحياة السياسية.