تصاعدت حملة الاعتقالات التي قامت بها السلطات السودانية بحق المتظاهرين المشاركين في الانتفاضة المستمرة منذ السبت الماضي، احتجاجا علي تردي الأوضاع الاقتصادية بالبلاد، كما جاءت ردود أفعال السلطة السودانية بالتضييق علي الإعلام وقطع وشيك للاتصالات، وقد شهدت العديد من المدن السودانية مظاهرات ضخمة الجمعة الماضي فيما عرف ب «جمعة الكثافة» حيث خرج المتظاهرون بعد انتهاء صلاة الجمعة في مسيرات ضخمة اعتراضا علي تردي الحريات وتدهور الاقتصاد وكانت قرارات الحكومة بتنفيذ خطة للتقشف وخفض النفقات بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير وأدت لشرارة الاحتجاجات منذ السبت الماضي، وقد شملت حملة الاعتقالات نشطاء في مناطق «كسلا»، و«الديم» و«ودنوباري» إضافة إلي «أم درمان» والعاصمة الخرطوم، وقد نفت وكالات الأنباء العالمية وجود حصر شامل بأعداد المعتقلين في حين قدرت إذاعة أم درمان الحكومية أعداد المعتقلين حتي الآن بنحو 150 معتقلا. يذكر أن الاحتجاجات قوبلت بمسيرات عنف شديد من قوات الأمن التي استخدمت الهراوات والقنابل المسيلة للدموع لفض الاحتجاجات وتفريق المتظاهرين الذين هتفوا «لا للغلاء.. والخبز للفقراء»، «بشار وبشير نفس التفكير» وهي الاحتجاجات التي تستمر حتي الآن لليوم الرابع عشر علي التوالي فيما وقعت العديد من الإصابات في صفوف المتظاهرين واقتحمت قوات الأمن جامعة الخرطوم واعتدت علي الطلاب وألقت القبض علي عدد كبير منهم، كما جاء في تقرير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان.