في كل مرة يطل علينا فيها بهاء ميدان التحرير والثورة حيث أطل علينا الميدان من جديد ونحن والثورة والثوار في حماية مسجد عمر مكرم و الكنيسة الإنجيلية بقصر الدبارة خلف مجمع التحرير المفتوحين للعلاج والصلاة سواء المسجد او الكنيسة خصصوا مستشفي ميداني داخل اروقتهما لإسعاف المصابين، فمع بدء احداث الاعتداء فتح مسجد عمر مكرم ابوابه واقام مستشفي ميدانياً لإنقاذ المصابين من خلال لجنة طبية متطوعة، في الوقت الذي تواصلت الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين بالقرب من وزارة الداخلية عند مداخل شارعي محمد محمود والشيخ ريحان، اما كنيسة قصر الدوبارة فتحت مقرا مؤقتا لعلاج مصابي الاشتباكات العنيفة التي وقعت من جانب الامن المركزي علي المتظاهرين بالميدان . حيث انشأت الكنيسة مستوصفًا طبيا داخلها لاستقبال الجرحي، إيمانًا منها بدورها الوطني والإنساني في إسعاف المتظاهرين، بالاضافة الي انها وضعت جميع مستشفياتها في القاهرة وطنطا علي أتم الاستعداد لاستقبال مصابي الاشتباكات مع الشرطة. وقد أشاد أطباء المستشفي الميداني بالتحرير بدور الكنيسة في إسعاف المصابين وعمل مستشفي بداخلها. وقال احد الاطباء بالميدان لاقينا ترحيبًا ومودة حقيقية من قبل الموجودين بداخل الكنيسة وقدموا إسعافات وخدمات طبية لنا وللمصابين. وأشار: لم ينته الأمر هكذا بل رحبوا أيضًا بإقامة شعائر صلاتنا في أوقات الآذان. تلك هي مصر الحقيقية، فالكنيسة والجامع تشاركوا في تضميد جراح الميدان. وادي المسلمون الصلاة داخل الساحة الرئيسية للكنيسة. فمع بداية الاحداث الدامية بميدان التحرير، تقدم الشيخ هشام عطية من الازهر الشريف وتحدث في الميكروفون داخل الكنيسة، قائلا: إن جميع المصريين مسلمين ومسيحيين اخوة، وإن الكتب الدينية امرت بالحب والاحترام للاخر وماهو عكس ذلك فهي عادات "شاذة" فكلنا شركاء في هذا الوطن، مطالباً بصلاة جميع المصريين من اجل مصر وشعبها وسلامها. وهنا تعانق الهلال مع الصليب بعد شكر سامح موريس راعي الكنيسة للشيخ وعانقه بحرارة وسط جموع الحضور، وطالب الجميع بالصلاة من اجل مصر كي تعبر محنتها بسلام ولقطع الطريق علي المخربين المنتظرين وقوع مصر في اي لحظة.