خلال شهور قليلة من توليه قيادة الهيئة المصرية العامة للكتاب، تمكن الناقد والكاتب الشاب د. أحمد مجاهد من تحقيق مجموعة من الإنجازات الملحوظة: منها أن هيئة الكتاب حققت عائدا طيبا لم يتحقق منذ سنوات طويلة «كما صرح بذلك د. عماد أبوغازي وزير الثقافة نفسه في لقائه الفكري مع مثقفي اليسار المصري بمقر حزب التجمع في يونيو الماضي»، ومنها إقامة معرض الكتاب في رمضان الفائت في قطعة أرض خلاء بفيصل كانت ملك الهيئة من قديم لكنها متروكة للخلاء والفضاء والهواء، فتم إعدادها لتكون موقعا للمعرض، بعد إلغاء المعرض الأصلي في يناير الماضي بسبب أحداث الثورة، وكان معرضا ناجحا «بما فيه من دور وما فيه من نشاط ثقافي» إذا قيس بالظروف الضيقة والإمكانيات القليلة، ومنها تجهيز قاعة ندوات جديدة في مقر هيئة الكتاب بكورنيش النيل، باسم «قاعة صلاح عبدالصبور»، «الشاعر المصري الكبير وأحد رؤساء الهيئة السابقين» يعقد فيها كل أسبوع لقاء ثقافي أو أدبي أو فني، لمختلف التيارات الفكرية والأدبية والفنية المصرية، ومنها إصدار الهيئة في هذه الفترة القصيرة عدة كتب وروايات ودواوين شعر لكبار الكتاب والأدباء المصريين، عدا الاتفاقات التي انعقدت لإصدار الأعمال الكاملة لعدد من أعلام الفكر والأدب المصري في العصر الحديث، ومنها أخيرا وليس آخرا تنقية الهيئة من بعض المسئولين المدعين المعوقين المصلحيين، وإتاحة الفرصة لمسئولين من الأدباء الحقيقيين الشباب، المبدعين والمهنيين في آن. هذا الفتي النشيط، والمنشط، أحمد مجاهد، قدم منذ أيام قليلة استقالته إلي د. أبوغازي وزير الثقافة، لأن عددا من موظفي وعمال هيئة الكتاب يحتجون ويتظاهرون ويضربون عن العمل، لأن لهم مكافآت عديدة متأخرة لدي الهيئة. ونحن «مع قطاع واسع من المثقفين المصريين» نناشد د. أحمد مجاهد أن يبقي في موقعه مواصلا مهمته الكبيرة الثقيلة، ونثق في أن وزير الثقافة د. عماد أبوغازي رفضها، وإن لم يكن قد رفضها فإننا «مع قطاع واسع من المثقفين المصريين» نناشده أن يرفضها، لكي يستكمل مجاهد مشروعه الذي بدأه بالفعل في النهوض بالهيئة، لكي تصبح ملبية لتطلعات المثقفين والقراء جميعا، وفي الوقت نفسه، نحن نطالب بأن تحل مشكلة العاملين والموظفين بالهيئة وأن يحصلوا علي حقوقهم المتأخرة، بل أن تتحسن أوضاعهم - عما كانت - بعد الثورة المصرية التي لابد أن يكون لهؤلاء العاملين والموظفين «وأمثالهم من عمال وموظفين في كل موقع» النصيب الأكبر من وعود الثورة بالحياة الكريمة. ونحن نعلم أن حل المشاكل المالية لعمال وموظفي الهيئة ليست في يد رئيس الهيئة، بل في يد وزير المالية «ومجلس الوزراء عموما» لأنها جزء من الحقوق المهدورة في المواقع كلها طوال ثلاثين عاما من السرقة والطغيان والفساد وتوحش حلف المال والسلطة والقهر، لذا فنحن نطالب وزير الثقافة ووزير المالية ومجلس الوزراء كله بأن يعجلوا برد حقوق العاملين والموظفين بهيئة الكتاب إليهم، لكي يعود العمل إلي انتظامه وتعود الهيئة إلي مسئوليتها الكبري باعتبارها دار النشر الأكبر في مصر والعالم العربي. أما الفتي النشيط، والمنشط، أحمد مجاهد «الذي يشعل كل موقع يتولاه بالحيوية والإنتاج والفاعلية» فنقول له: تستطيع أن «تريح بالك» بالاستقالة، فتفرغ إلي عملك الأكاديمي بجامعة عين شمس، وتفرغ إلي كتابتك النقدية الأدبية، لكن الحركة الثقافية ستخسر بذهابك عن هيئة الكتاب خسارة فادحة، فابق في مكانك لتواصل تطوير الهيئة، وتواصل مشروعك في إنهاضها، وفي جعلها - كما ينبغي أن تكون - منارة للفكر المستنير ورافعة للدولة المدنية ومنبرا لحرية الرأي والاعتقاد. يا صديقي أحمد، يا صاحب الروح المرحة: تحمل قليلا، من أجلنا، ومن أجل مستقبل الكتاب المصري.