للمرة الأولي في تاريخ القضاء المصري، ومنذ إنشائه يؤدي المستشار محمد حسام الدين الغرياني «شيخ القضاة» ورئيس مجلس القضاء الأعلي، رئيس السلطة القضائية، خلال الساعات القادمة اليمين الدستورية قبيل توليه منصبه كرئيس لمحكمة النقض السبت القادم، أمام المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة.. وسيؤدي اليمين الدستورية أمام المشير طنطاوي كل رؤساء الهيئات القضائية الجدد وفي مقدمتهم المستشار عبدالله أبوالعز رئيس مجلس الدولة الجديد والذي يخلف المستشار محمد عبدالغني المنتهية ولايته لبلوغه سن السبعين للتقاعد، بينما يخلف الغرياني المستشار الدكتور سري صيام رئيس محكمة النقض المنتهية ولايته غدا الخميس والذي يشغل حاليا بالإضافة لعمله القضائي رئيس وحدة غسيل الأموال بالبنك المركزي.. بينما يظل المستشار السيد عبدالعزيز رئيس محكمة استئناف القاهرة الحالي في منصبه وعضو مجلس القضاء طيلة الإجازة القضائية خلال الصيف ويتقاعد في بدء العام القضائي الجديد في أول أكتوبر القادم، وقد نزع المجلس الأعلي العسكري اختصاصاته كرئيس للجنة العليا للإشراف علي الانتخابات البرلمانية إلي خلفه المستشار عبدالمعز أحمد إبراهيم رئيس محكمة الإسكندرية حاليا منذ الإعلان الدستوري الصادر في 23 مارس الماضي لتمكينه من الإشراف القضائي علي انتخابات مجلسي الشعب والشوري القادمة، وسيتم تصعيده أيضا لعضوية لجنة الانتخابات الرئاسية باعتباره الرجل الثاني فيها والتي يترأسها المستشار فاروق سلطان مكي رئيس المحكمة الدستورية والمنتهية ولايته بتقاعده في آخر يونيو 2012 بينما يصعد المستشار جمال مهدي رئيسا لمحكمة استئناف الإسكندرية وعضوا بمجلس القضاء الأعلي.. وسيشهد تشكيل المجلس الأعلي للقضاء الجديد الذي سيعقد أولي اجتماعاته أوائل الأسبوع القادم برئاسة المستشار حسام الغرياني خروج أربعة من أعضائه السبعة لتقاعدهم وهم المستشار ان كمال نافع وأحمد مكي النائبان الأول والثاني لرئيس محكمة النقض والأول كان يشغل رئاسة لجنة الأحزاب السياسية، وسيتم تصعيد المستشارين محمد ممتاز متولي علي حسن وعبدالمنعم أحمد إبراهيم سلامة بدلا منهما ليتولي الأول رئاسة لجنة الأحزاب السياسية بأقدميته كنائب أول للرئيس، بينما يبقي المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود النائب العام عضوا بمجلس القضاء حتي أول أكتوبر عام 2016 القادم لبلوغه سن السبعين في حالة استمراره في منصبه وعدم تقديمه استقالته لأنه يتمتع بحصانة لا تجيز عزله من منصبه.. وشيخ قضاة مصر الجديد المستشار حسام الغرياني يحظي بتقدير واحترام القضاة من كل أطيافهم سواء من الموالاة أو المعارضة وحفاظه علي استقلاليته في آرائه الفقهية والقانونية وتواضعه الشديد بل وخجله وغضبه وثورته وقت اللزوم دفاعا عن الحقيقة واستقلال القضاء، وهو أبرز صقوره ورموزه المؤسسين له منذ الستينيات برئاسة المستشار الجليل الراحل ممتاز نصار زعيم المعارضة البرلمانية في عهد السادات والمعارضين لسياساته بالتطبيع مع العدو الإسرائيلي، والذي خلفه المستشارون الأجلاء أحمدجنينة ومحمد وجدي عبدالصمد ويحيي الرفاعي وزكريا عبدالعزيز رؤساء نادي القضاة. واختير الغرياني مقررا عاما لمؤتمر العدالة الأول والأخير الذي نظمه نادي قضاة مصر خلال الفترة من 20 إلي 24 أبريل 1986 وألقي الرئيس المخلوع الكلمة الافتتاحية فيه بينما ألقي الغرياني الكلمة الأخيرة فيه أيضا بإعلان مشروع توصيات المؤتمر وكان رئيسا للجنة الصياغة وكاتما لأسراره.