گنا معگم نساء ورجالا يا حضرات المستشارين ، يا حضرات القضاة، يا من نحتمي بكم من الظلم والجور، يا من تقوي ظهورنا بكم ونحن نسندها علي صرح عظيم اسمه «القضاء المصري الشامخ»، يا من نتباهي بكم وبتاريخكم المجيد بين الأمم، يا من كنا معكم في يومكم المجيد عام 2005 كنا هناك رجالا ونساء، فتيانا وفتيات من كل الاعمال والأجيال، وقفنا حول ناديكم وعلي سلالم نقابة الصحفيين وهتفنا «عاش استقلال القضاء» «عاش قضاة مصر» «القضاء كبير كبير ضد الظلم والتزوير». في ذلك اليوم المجيد وعند اكتمال النصاب القانوني لجمعيتكم العمومية قفزنا كالأطفال في الهواء وتعانقنا وصفقنا بأيدينا ولوحنا بأعلام مصر التي كنا نحملها في تلك الجمعية العمومية لنادي القضاة التي سميناها جمعية استقلال القضاء كان يوم عرس وفرح وظللنا معكم طوال أيام اعتصامكم في دار ناديكم وحملنا اللافتات التي كتبنا عليها «استقلال القضاء استقلال مصر». وفي صباح يوم التحقيق مع المستشارين الجليلين أحمد مكي وهشام البسطويسي، قضينا ليلتها معتصمين في نقابة الصحفيين كنا نساء ورجالا وفي ساعة خروجهما من دار ناديهم إلي دار القضاء العالي للتحقيق وقفنا علي سلالم نقابة الصحفيين، كنا، مئات رجالا ونساء من كل الأعمار والفئات والطبقات أيضا، حملنا جميعا الورود، وقدمناها لموكبكم المهيب وحملنا أعلام مصر وهتفت قلوبنا لكم.. قلوبنا التي انخلعت من الصدور لما تعب قلب المستشار هشام البسطويسي، وجرينا إلي ناديكم وإلي المستشفي الذي لم نبرحه إلا بعد أن سمعنا صوته وبعد أن سمع صوتنا ونحن نقول له «نحن نحتاج إليك.. مصر تحتاج لكم».. فماذا حدث؟ نعرف أن ما حدث هو رفض الجمعية العمومية لقضاة مجلس الدولة تعيين نساء بالمجلس، ليس لأنه ليس في حاجة لتعيينات جديدة ولكن لأنهن نساء. لن اتحدث عن الحق الدستوري ولا عن الشرع أي القرآن والسنة وليس الفقه، فالفقهاء اختلفوا في مسألة تولي المرأة القضاء، كما أنهم بشر اجتهدوا في زمانهم سواء اصابوا أو اخطأوا فكل هذا يعرفه القضاة، ولكنني سوف اتحدث وبكل أسي عن المبررات التي ساقها بعض القضاة واللغة التي قدمت بها، سوف أتحدث عما اصاب المجتمع المصري من بلبلة فاذا كان بعض قضاتنا يتحدثون عن خلوة غير شرعية بين امرأة ورجال هم جميعا قضاة، فماذا يقول رجل الشارع والعامة وكيف ينظرون لنا أو يحترموننا إذا كان وجود المرأة في حضرة قضاة اجلاء في غرفة مغلقة مثارا للفتنة لتبعات الخلوة غير الشرعية - وحاشاكم وحاشانا-. ماذا يقول رجل الشارع وعامة الناس أو يفعلون وبعض القضاة يرون فينا كائنات ناقصة لا تصلح إلا لتربية الاطفال - ونحن بالفعل من يربي الاطفال- هل ننتظر ما هو فوق التحرش بنا والاعتداء علينا أم نعود إلي الحرملك. ماذا يقول العامة وهم يشاهدون علي شاشة التليفزيون مستشارا يقول لاستاذ جامعي «اخربوها اكتر ما هي خربانة» لمجرد أن الاستاذ قال ان بعض الفقهاء اجاز عمل النساء بالقضاء. هل هذه لغة قضاتنا الأجلاء، اللغة التي هي قطع من الأدب الرفيع، هل يليق أن يرد مستشار علي مداخلة من كاتبة وصحفية لها وزنها في المجتمع ب «بلاش إنشا بقي أهو ده الكلام الانشا» ماذا لو ردت أو رد عليه بمثل ما قال؟ هل كان يليق أن يحدث علي شاشة التليفزيون؟ القضية ليست قضية تعيين المرأة في القضاء فحسب بل قضية مجتمع كامل لا ينقصه عداء للمرأة، ويا حضرات المستشارين والقضاة كما هتفنا نحن النساء لكم ب «عاش استقلال القضاء» لن نطلب من حضراتكم الرفق بنا فلسنا ضعافا لنطلب الرفق ولكن ما نطلبه الرفق بالمجتمع وبعقول ابنائه.