أكد دكتور فاروق عبد الرحمن الرئيس السابق لهيئة الأمان النووي وخبير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تفجيرات اليابان الأخيرة جاءت نتيجة عوامل خارجة عن نطاق تشغيل أو تصميم المفاعل النووي فيها، والتي أدت للتسرب الاشعاعي إثر تعرضها لزلزال تسونامي لم يحدث من قبل حيث إن ضغط الهواء داخل المفاعل في محطة فوكوشيما، ارتفع فجأة عندما توقف صمام تدفق الهواء بصورة طارئة وانغلاق الصمام أدي إلي وقف تدفق مياه التبريد إلي المفاعل وانكشاف قضبان الوقود علاوة علي أن هذا المفاعل يعتبر من أقدم أنواع المفاعلات منذ السبعينيات، وما حدث من تدمير لدائرة التبريد داخله يعني أن المشكلة كانت تقنية وليست فنية أو متعلقة بالمفاعل نفسه. وأضاف «فاروق» أن المفاعل النووي المصري يختلف عن مثيله في اليابان فهو يتميز بقدرات تبريد ذاتية تعمل آليا عند التوقف ولا تحتاج لأي مصدر طاقة للتشغيل وهذه القدرات ستكون من أصل تكوين المفاعل. فيما انتقد «فاروق» طريقة التعامل مع برنامج إنشاء المحطة النووية منذ الإعلان عنه وحتي الآن وتساءل كيف يكون المسئولون عن البرنامج أشخاصا ليسوا نوويين ولا يعرفون شيئا إلا في الميكانيكا أو الكهرباء فقط، وهو ما قد يجعل البرنامج تائها بين مسئولين غير متخصصين، ولابد من وضع المشروع في أيد أمينة لاستكماله حيث إن استكمال ونجاح البرنامج مرهون بتغييرالمسئولين عنه وتركه لمتخصصين من الأمان النووي المسئول الأول في الأساس عن منح ترخيص المحطات النووية، وطالب «فاروق» بضرورة فتح ملف التحقيق في السنوات التي مضت، ولم تتقدم حتي الآن في المشروع الذي يحتاج إلي 13 سنة حتي يدخل للشبكة، وقد ضاع منهم 4 سنوات ولكن هذا لا يعني ضياع المشروع فمصر لديها القدرة علي إنشاء عشرة مفاعلات نووية وليس واحدا أو اثنين ولكن فقط تحتاج للخبرات المصرية علي نطاق أوسع مما هو عليه الآن خاصة أن الكهرباء دخلت المحطة وبدأ التبريد فعليا وسوف يتم استكمال باقي الخطوات.