تختتم الليلة آخر لقاءات دور الستة عشر لمسابقة دوري أبطال أوروبا من خلال مواجهتين حاسمتين الأولي بين ريال مدريد الأسباني وليون الفرنسي، والثانية تشيلسي الانجليزي أمام أف . سي كوبنهاجن الدنماركي. ورغم اختلاف معايير القوي والفرص فيما بينهم لكن يبقي الهدف واحد وهو التأهل للدور ربع النهائي. لاشك أن النادي الملكي يخوض لقاء العودة في هذا الدور الحساس من عمر البطولة الأوروبية بحذر بالغ يصاحبه تخوف من حدوث مفاجآت من قبل المنافس الفرنسي العنيد الذي طالما تحطمت أحلام الريال علي أقدام لاعبيه في جميع مواجهتهم المتكررة في المسابقة الأوروبية بالإضافة للقلق من الخروج هذا الموسم خالي الوفاض في البطولات والألقاب ليستمر مسلسل الاخفاقات المدريدية لثالث موسم علي التوالي، فجميعها هواجس تخشي جماهير وعشاق النادي الملكي في حدوثها من الناحية النفسية التي سيحاول المدير الفني كلوه بوبول وضعها في حساباته وضمن أولوياته في أسلوبه التكتيكي اليوم آملا في عبور عقبة الريال في عقر داره بنجاح يساعده نجوم فريقه باستوس البرازيلي والمهاجم الأرجنتيني المخضرم ليساندرو لوبيز في قدرتهم علي التعامل مع الموقف بهدوء مستغلين الضغط الجماهيري المتوقع علي لاعبي الريال وحجز بطاقة التأهل لدور الثمانية. ولكن «ليس كل ما يرجوه المرء يدركه» حيث يسعي أيضا نجوم النادي الملكي كريستاينو رونالدو في حالة مشاركته بعد تعافيه من الاصابة ومسعود اوزيل وانخيل دي ماريا وكاسياس وبنزيمة المنتشي نفسيا خلال الفترة الماضية بعد تكرار احرازه لأهداف الفريق في غياب البرتغالي رونالدو والارجنتيني هيجوين. في إنهاء عقدة النادي الفرنسي وتقديم عرض قوي يتيح لهم تحقيق نتيجة ايجابية وتساهم بشكل فعال في تخطي هذا الدور من خلال القيادة الفنية للمدرب البرتغالي المتحمس والمتمرس علي المواقف الصعبة ويتجاوزها دائما بنجاح فهو يتطلع إلي لقب البطولة الذي غاب عن البطل الأسباني منذ عام 2002 رغم إنه صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة 9 ألقاب فالمباراة ستشهد اثارة وتنوعات تكتيكية من كلا المدربين أملا في الخروج باللقاء في صالحه. أما اللقاء الثاني لا يقل أهمية عن سابقه وإن كان أقل وطأة علي ضوء ما تحقق في لقاء الذهاب حيث تمكن تشيلسي من التغلب علي كوبنهاجن في عقر داره بهدفين نظيفين ولحق به أول هزيمة له في النسخة الحالية في دوري الأبطال، حيث خاض الفريق قبل مباراة اليوم خمس مباريات فاز في أربع وتعادل أمام برشلونة ويحتاج البطل الانجليزي للفوز أو التعادل بأي نتيجة أو الخسارة بفارق هدف علي ملعبه في ستامفورد بريدج من أجل التأهل لدور الثمانية يساعد علي تحقيق هدفه القيادة الفنية الإيطالية للمدرب كارلو انشيلوتي الذي أعاد للفريق توازنه محليا وقاريا خلال الفترة الأخيرة بعد سلسلة من الاهتزاز في المستوي والنتائج، كما استعاد نجوم البلوز خطورتهم في مقدمتهم انيلكا وكالو بالإضافة للاسباني توريس الذي أضاف إيجابية واضحة علي خط هجوم تشيلسي بجانب ايسياك ولامبارد ومالودا. فالمواجهة محسوبة من قبل بطل انجلترا إلا إذا كان للبطل الدنماركي اف . سي. كوبنهاجن رأي آخر فلن يكون لقمة سائغة ويرفع راية التراجع والاستسلام بل الإصرار والتحدي الذي يتحلي به لاعبو الفريق يسبر جرونكيار وماركوس آلباك السويدي بالإضافة للمهاجم السنغالي الطموح دامي ندوي وايلتون الميدا ويقودهم المدرب الحذر ستالين سولياكين ستكون العامل الفاصل في احراج تشيلسي علي ملعبه وبين جماهيره، وتحقيق المفاجأة التي تتمناها الجماهير الدنماركية لكن المنطق يميلو بشكل واضح لصالح البلوز إلا أن الساحرة المستديرة لا تخضع للمنطق بل للجهد والعزيمة داخل أرض الملعب دائما ما يكون الفاصل في ترجيح كفة فريق علي الآخر، إذن فالمواجهات الليلة قوية وساخنة وتعد فاصلا مهما وفارقا في مشوارهم الأوروبي مما يضفي عليها اثارة ويزيد من متعتها.