لاشك أن صمود الشباب الذين اطلقوا الثورة في 25 يناير الماضي وتحملوا الكثير وواجهوا الصعاب والتحديات رافضين للتراجع والاستسلام مضحين بحياتهم والتي دفعوها ثمنا باهظا من أجل إسقاط النظام الذي استمر استبداده وطغيانه طيلة 30 عاما. رفع قيمة وقامة المواطن المصري عالية مرموقة أمام العالم أجمع يستوجب منا علي أقل تقدير أن نرفعهم علي الأعناق ونوجه لهم تحية تقدير واعزاز واحترام لهؤلاء الشباب، لكن السؤال الذي طرحه العديد في المجتمع المصري أين الرياضيون من هذه الثورة ؟ ثورة الحرية، الكرامة، العدالة الاجتماعية، الرافضة للسلبية.. أين اللاعبون وهم من الشباب في جميع الاتحادات الرياضية وخاصة كرة القدم ونجومها محمد أبو تريكة وشيكابالا والحضري وحازم إمام والقائمة تطول.. التي طالما رفعهم هذا الشعب العظيم المقهور علي الأعناق وكم عاني الأمرين لمساندتهم والزحف خلفهم. كما أشاد بهم وكان سببا مباشرا بعد الله عز وجل في علو شأنهم ماديا ومعنويا.. للأسف الشديد غابوا وتقهقروا وتراجعوا للخلف وكأن الشيء لا يعنيهم من قريب أو بعيد طالما يحصلون علي الملايين وتفتح لهم الأبواب وتلبي لهم الطلبات وتسلط عليهم الأضواء.. غافلين دورهم مع هؤلاء الشباب الذين دفعوهم إلي النجومية واعطوهم الشعبية الجارفة مما نتج عنه فلول شركات الدعاية والإعلان خلفهم وتحولوا لأصحاب الصيت والجاه والملايين.. في حين هناك فئات في هذا الشعب المكافح المرهق ماديا ومعنويا من الشباب الناضج الواعد يقدم خدمات فكرية ورؤية علمية مستنيرة في البحث العلمي من أجل الإبداع والتطور لمواكبة عصر التكنولوجيا لم يجدوا ضالتهم والعين والمرآه التي تنظر لهم وتراهم وتشد من آزرهم وتساندهم ماديا ومعنويا فوقفوا كالمتفرجين في ذهول قلة الحيلة تحيط بهم.. وهناك قطاعات أخري ليست أقل أهمية وتأثيرا في مستقبل بلدنا الحبيبة وهو قطاع التعليم فنري شباب المعلمين وهم بالطبع فئة ليست بالقليلة بل تخدم قطاعا عريضا أهمها علي الإطلاق تربية الأطفال والنشء ووضع الأسس والاستراتيجيات العلمية والتربوية والفكرية والاخلاقية وتزرعه في هؤلاء من أجل تكوين شخصية صالحة تواجه المجتمع بتحضر وعقل مستنير وتصنع مستقبلا باهرا لها ولبلدها التي لم تبخل عليها يوما في تقديم كل سبل الراحة.. وإذا كنا نتحدث اليوم عن غياب دور اللاعبين الشباب والنجوم الكبار في المجتمع الكروي المصري فليس المسئولون عن هذا القطاع العريض بمنأي عن دورهم المهم والمؤثر في أهم وأخطر مراحل في تاريخ مصر الحديث الذي تغير بشكل تام. وأصبحت عجلة الزمن لم تعد مطلقا للوراء، لكن فاقد الشئ لا يعطيه.. فإذا كنا نطالب هؤلاء المسئولين بمشاركة شباب ثورة 25 يناير وهم جزء من النظام الفاسد الذي انتهي عصره وولي وكانوا سببا في انهيار الرياضة المصرية وتخلفها عن المجتمع الرياضي العالمي لقصر نظرهم وقلة وعيهم وندرة فكرهم في وضع استراتيجية رياضية بشكل عام وفي لعبة كرة القدم بشكل خاص.. فكان هناك التلاعب والتخبط والبيزنس والمحسوبية والمصالح الخاصة. أدي إلي فساد إداري ومالي تعاظم شأنه وليس أدل علي هذا الطرح في بداية الاستقالات في اتحاد كرة القدم، والبلاغات التي أرسلها المجلس القومي للرياضة واستفاق من جديد وأعاد فتح ملفات هذه المخالفات التي وصلت بالملايين إلي النائب العام فكان من الطبيعي أن نري هؤلاء وسط الشباب الشريف النزيه المكافح الطامح في حياة أفضل ومستقبل نقي من كل هذه الشوائب التي افسدت الحياة الكروية في مصر.. فقد آن الأوان لكي يرحل هؤلاء المفسدون والفاسدون عن عالمنا الواضح النقي الذي يطمح في الحب والود والمصارحة والرغبة الأكيدة في الإصلاح وتعويض ما فات من جراء هذا الفساد الذي استشري وتوغل في اتحاد كرة القدم.. فلم يعد لهم مكان وسط الشرفاء النزهاء ، أصحاب الضمائر الخالصة لوجه الله والوطن آملين.. مستبشرين.. متمنيين خيرا لمستقبل كروي افضل وانهض مما كان عليه. حما الله مصر وجنبها من هؤلاء وحفظها فالله خير حافظ لبلدنا العظيم.